أريد الزواج بمنتقبة.. كيف أراها؟؟؟.., استشارة..

ورد إلى بريد عضوية "أهل الذكر" بالساحة هذه الاستشارة، وقد قام صاحبها أيضا بفتح موضوع عن نفس المشكلة بساحة (فضفضة واجتماعيات)، وقد رأينا أن نعرض المشكلة على أحد المتخصصين ويتم نشر الإجابة حتى تعم الفائدة بإذن الله..

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة،،

هى مش مشكلة بالظبط لكن موقف مش عارف اتصرف فيه، وهو إنى شاب 26 سنة متخرج و بشتغل، و الحمد لله دخلى كويس إلى حد كبير و بحمد ربنا كل ساعة..

دلوقتي عاوز أتجوز، و بصراحة فيه واحدة معينة بفكر فيها، لكن هقول لكم على حاجة هتستغربوها جدا، و هى إنى معرفش شكلها حتى الآن لسبب بسيط و هو إنها لابسة نقاب، و عمرى ما اتكلمت معاها، هتستغربوا ازاى،،

السبب هو انها تبقى أخت صاحبى، و مع إنى روحت بيتهم ييجى 50 مرة عمرى ما شوفتها و لا سمعت صوتها، بس زى ما بيقولوا البيت ملتزم و محترم جدا الاب و الام و الابناء

دلوقتي أنا عاوز اتقدم لها، لكن بصراحة يهمنى جدا أعرف شكلها لأن الموضوع ده بالنسبة لى فى غاية الأهمية..

الدين و الاخلاق طبعا الأول، لكن برضه الشكل مهم جدا عندى، و انا خايف أقول لهم أشوفها ولما أشوفها ومش تعجبنى يبقى موقف محرج جدا، و كمان معنديش إخوات بنات، ووالدتى مالهاش أى علاقة بيهم، و متعرفهاش، ده غير إن ذوقى غير ذوق والدتى..

أنا بحس ساعات إنى بحبها بينى و بين نفسى، بس خايف تكون هى حد معرفوش لا شكلا و لا طباعا و متردد جدا إزاى أعرف شكلها..

و متشكر جدا على ساحتكم دى وابقى أتابع معاكم.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المستشار: الأستاذ/ رمضان فوزي ـ مستشار إيماني ودعوي بشبكة إسلام أون لاين..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

وأهلا وسهلا بك أخي الكريم، ونسأل الله تعالى أن يبارك لك وأن ييسر لك الخير ويرزقك الزوجة الصالحة التي تقر بها عينك وتكون عونا لك على طاعة الله تعالى في الدنيا وتصحبك إلى جنة عدن في الآخرة.

أخي الكريم: أشكر لك بدايةً حرصك على الارتباط بفتاة متدينة وملتزمة بشرع الله تعالى، وحري بنا هنا أن نستعرض الصفات والمؤهلات التي تغري أي شاب للارتباط بالفتاة والتي حددها الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "تُنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها"، فهذا إقرار لما يطلبه الناس من مؤهلات عامة، ثم يأتي التفضيل النبوي لمؤهل واحد منها وهو الدين حيث يقول: "فاظفر بذات الدين ‏ ‏تربت يداك".

وهذا التفضيل لا ينفي غيره؛ فإذا اجتمعت هذه المؤهلات كلها فبها ونعمت، ولكن إذا حدث تعارض بينها فتقدم ذات الدين، وقد أكد الهدي النبوي على ذلك في حديث آخر: "لا تزوجوا النساء لحسنهن؛ فعسى حسنهن أن يرديهن -أي يهلكهن- ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة سوداء ذات دين أفضل".

ولكن أخي حتى نتحدث بصراحة أكبر فإن معيار الجمال ضروري وهام خاصة في هذا الزمن الذي انتشرت فيه الفتن وحاصرتنا حتى دخلت في غرف نومنا؛ فأصبح الشاب يريد من الزواج مَن تعفه عن هذه المحرمات والفتن، والإسلام حض الخاطب على النظر إلى مخطوبته قبل الارتباط بها، فقد أخبر أحد الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم بنيته الزواج فقال له: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما"؛ أي أجدر أن تستديم الحياة بينكما بالمودة والمحبة والألفة ما دمتما مقتنعين ببعضكما البعض من البداية من حيث الشكل والأخلاق وغيرها من الصفات.

إذا ركزنا الحديث حول موضوعك؛ فإنني أهمس في أذنك أخي ـ بدايةً ـ أن تقف مع نفسك وقفة جادة، وتتفق بينك وبين نفسك على الصفات التي تريدها في شريكة العمر، وترتبها حسب أولويتها لك، ثم بناء على ذلك تبدأ في البحث عمن تنطبق عليها هذه المواصفات، فإذا استقر الأمر على أخت صاحبك تلك فعليك أن تتخذ من الحيل ما يجعلك تنظر إليها، ويفضل أن يكون ذلك دون علمها حتى لا تقع تحت ضغط نفسي في أخذ القرار، وبالنسبة لموضوع النقاب؛ فإنني أقترح عليك ما يلي:

- يمكن أن تستأنس برأيك في شكلها من خلال شكل إخوتها أو أمها؛ فربما يكون ذلك دليلا مبدئيا على شكلها هي (مع مراعاة أن ذلك لا يعتد به كوسيلة وحيدة في هذا الأمر) وهذه الخطوة تكون مهيئة لإحدى الخطوات التالية.

- مصارحة أخيها بما يدور في نفسك حتى يساعد في رؤيتها، وأرى أنه لا بأس في ذلك ما دام واثقا فيك وهو سيتقبل الأمر برحابة صدر؛ لأنه يدرك أن أخته منتقبة؛ بل وربما يكون منتظرا ذلك من أي خاطب، وربما يكون ينتظر ذلك منك لعلاقتكما، وهو سيتفهم احتياجاتك، وسيتفهم أنه لو هيأ لك فرصة لرؤيتها ولم تعجبك فلا ضير في ذلك، وهو شاب مثلك وسيدرك الأمر جيدا بكل أبعاده، خاصة إذا كان من عائلة متدينة كما ذكرت، ويفضل أن تراها دون أن تعرف هي حتى إذا اقتنعتَ بها يتم إخبارها بحيث تراك هي فإذا اقتنعت بك تكون الخطوة التالية هي التقدم الرسمي لخطبتها.

- يمكنك أن تستعين بأحد أصحابك ممن لهم زوجة تستطيع أن تفتح علاقة مع هذه الفتاة وتهيئ لك فرصة لرؤيتها والنظر إليها.

- إذا تعذرت فرصة النظر المباشر لها فيمكن الاستعاضة عن ذلك بصورة لها تحصل عليها هذه الأخت بأي طريقة منها دون أن تشعر، مع تركيزي على أن هذه الأمور طبيعية في هذه المرحلة التي تترقب فيها الفتاة طارقا لباب الخطبة.

أخي، أخشى من تسرعك في هذا الأمر؛ فلا تغتر بالشكل الظاهري فقط، ولا ببيئة الفتاة فقط؛ فقد استوقفني في كلامك أنك تقول: إنك ساعات "بتحس أنك بتحبها"، ولا أدري كيف تشعر بذلك دون أن تراها أو تسمع صوتها كما ذكرت؛ فتأنَّ في أمرك وخذ بالأسباب المعينة على تحقق الرؤية الشرعية التي تعد بداية لحياة هانئة ومستقرة.

بعد أن ييسر الله لك أمر رؤيتها والنظر لها فاستعن بالله تعالى وأعط لنفسك الفرصة الكافية من الاستشارة والتأني حتى تقتنع بها، وأكثر من الاستخارة واللجوء لله تعالى أن ييسر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وأسأل الله تعالى أن يقر عينك بالزوجة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرتك، وإذا أمرتها أطاعتك، وإذا غبت عنها حفظتك في مالك وعرضك؛ فذلك خير متاع الدنيا.

ولا تنسنا من صالح دعائك.