بسم الله الرحمن الرحيم
الإعتذار هو فعل نبيل وكريم يعطي الأمل بتجديد العلاقة وتعزيزها ,,, هو التزام لأنه يحثنا على العمل على تحسين العلاقة وعلى تطوير ذاتنا ,,,
الإعتذار فن له قواعده و مهارة إجتماعية نستطيع أن نتعلمها ,,, وهو ليس مجرد لطافة بل هو أسلوب تصرف ,,,
يستوجب الإعتذار الصادق :
أولا ً القوة للاعتراف بالخطأ ,,, ثم الشعور بالندم على تسبيب الأذى للآخر ,,, واستعدادنا لتحمل مسؤولية أفعالنا من دون خلق أعذار أو لوم الآخرين ,,, ويجب أن تكون لدينا الرغبة في تصحيح الوضع من خلال تقديم التعويض المناسب و التعاطف مع الشخص الآخر ,,,
أما المقصود من فن الإعتذار هو تحقيق الإعتذار الناجح فيما إذا تعرضنا لموقف يتطلب منا الإعتذار ,,, والنجاح المقصود هو التعبير عن طبيعة الحدث وأن ويتمكن المسيء من تجاوز إساءته بسلام مع الطرف الآخر ,,,
ومن الأسباب المؤدية للنجاح في الإعتذار :
1- أن ينتظر المخطئ بعد أن تهدأ فورة الغضب التي انتابت الآخر ,,,
2- أن يختار المكان المناسب لإبداء اعتذاره ,,, فمثلاً زيارة لمنزل الطرف الآخر كفيلة بتهدئة التوتر وإنجاح الإعتذار ,,,
3- لا بد أن تخرج حروف الإعتذار من أعماق القلب لكي تعبر عن الصدق ,,, فالتبريرات الواهية فاضحة ومفشلة لعملية الاعتذار ,,,
4- اختيار طرق مبتكرة في تقديم الإعتذار له أثر بليغ ,,,
5- بالإضافة إلى ممارسة العلاقة بشكل طبيعي بعد تقديم الإعتذار كتبادل الزيارات والحديث بعفوية كما كان قبل حلول المشكلة يتوج الإعتذار بالنجاح.
ولا يخفى علينا أن كثير من المشاكل فى الحياة الزوجية خاصة فى سنواتها الأولى وهي فى أصعب مراحلها يمكن حلها بكلمة اعتذار رقيقة ممن أخطأ فى حق شريكه لكننا للأسف لا نجيد فن الإعتذار وقد نشعر بالخطأ الذى ارتكبناه لكننا لا نعتذر !!!!
معظمنا يتصور أن الإعتذار يتنافى مع الكرامة والعكس هو الصحيح تماماً لأن
(( الإنسان الكريم هو الذى يأبى على نفسه أن يكون مكابراً أو ظالماً ويقدر على أن يصفح ))
ولــ الإعتذار فوائد كثيره أهمها:
1- أنه يساعدنا في التغلب على إحتقارنا لذاتنا وتأنيب ضميرنا ,,,
2- وهو يعيد الإحترام للذين أسأنا اليهم و يجردهم من الشعور بالغضب ,,,
3- ويفتح باب المواصلة الذي أوصدناه ,,,
4- وفوق هذا كله هو شفاء الجراح والقلوب المحطمة ,,,
وثمرة الإعتذار المرجوة والمرتقبة هي السماح ,,, فما هو السماح ؟؟؟
السماح هو ما نفعله عندما نتخطى مشاعر الغضب الناتجة عن أذى تعرضنا له ,,, والسماح لا يعني النسيان بل هو محاوله لــ التقدم للأمام ,,, ويؤدي الى السلامة العقلية والجسدية ,,, ولا يكفي ان نقول "سامحتك" وانما يجب ان نغيير سلوكنا ,,,
والسماح لا يعني الصلح واستئناف الحياة مع المذنب ,,, ومن أنبل الأمور التي نقوم بها (السماح الأحادي) ,,, حيث ليس بالضرورة في هذا السماح اعتراف المذنب بذنبه لتسامحه ,,,
والسماح أصعب بكثير من الإعتذار ,,, فـــالإعتذار واجب ولكن السماح ليس بواجبا إنما فضيلة ولا يجوز فرضها ,,, والسماح لا يحصل بين ليلة وضحاها وإنما هو عملية تتطلب وقتا وتفكيراً ,,,
وغالبا لا يحصل السماح إلا بعد قبول العذر ,,, فحتى يصل إنسان إلى قبول العذر والسماح لابد أن يستوعب كلام الله تعالى في آياته الكريمة ,,, فهذا يعبّد الطريق ويقصّر المسافة ,,, فإن الله سبحانه وتعالى يقول
((وإن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم) ,,
كما أن حالة العفو وقبول العذر مرتبطة بالعفو الإلهي ,,, كما في قوله تعالى: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) ,,,
هذا وبالنظر إلى الفوائد الاجتماعية لقبول العذر تتعزز أهمية أن يتعود الإنسان ممارسة قبول أعذار الآخرين ,,, فإنه إن لم يقبل العذر سيتسبب ذلك بتضييق دائرة الأصدقاء والمعارف ,,, فمن يقبل العذر سيستمتع بلا شك بإخاء أكبر عدد من الأخوان ,,, كما أن قبول العذر يسبغ على صاحبه عزة واحترام من الناس ,,, ففي قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): "من عفى عن مظلمة أبدله الله عزّاً في الدنيا والآخرة".