حبــــــــــــــــــــــــــــــك نــــــــــــــار

يعتقدون
إنني مختلفة عن باقي النساء.. يصفونني بالرقة والأنوثة.. وكذلك بالقلب
الصامت الرافض للنبض والمبتعد عن الدق والخضوع لأحد سوى الله..لم يكن أحد
يعلم أن قلبي لا يتوقف عن نبض الحب وهمس الحياة، لكنه يبحث عن حب من نوع
خاص، لم يكن أحد يدرك أن قصيدتي مكتوبة وتنتظر من يقرأها وعلامات الذوبان
منقوشة وتنتظر النقاش..


الحب واليوم الموعود


حتى جاء
اليوم الموعود قابلته دون إنذار.. قابلته فخطفني ..وجدتني منجذبة إليه..
ألقيت مشاعري أمامه فإذا هي حية تسعى، َتبادلنا الروح وبادلتنا الروح
الحياة..ويسألونك عن الروح ؟؟


لم استطيع أن امنع عقلي من التفكير
فيه، ولا قلبي من الإبحار(إني أغرق).. وأمر على الديار.. ديار قلبي..أمر
علي أميري، أخيرا عرفت ولع العشق.. ولكن..


أخذ عقلي يطرح ملايين
الأسئلة دون إجابة..أصبحت اخجل من وقوفي أمام الله رغم أنني مقتنعة أنني
لم افعل ما يغضبه، فانا أحب والقلوب بيده يقلبها حيث يشاء ..أحب دون أن
أصرح..اعشق بصمت وأتألم بهدوء..حاولت الهروب ولم أستطع، كانت دموعه تسيل
مشاعري، وتكسرت القلوب على القلوب، والعبرة تجري ورا العبرة عاوزة طولها.


أرواح من ريحان


تدفق
في الدموع من أجلي...ذاب وانتهى وانتهيت وليه العذاب ..أغيثوني يا ملائكة
الرحمة أرواح من رياحين تنهال علّي، إنها من أجلي..يوم لا أنساه ذلك اليوم
الذي صارحته بالهروب وضرورة الفراق، كانت مصارحتي بمثابة الرصاصة.. رصاصة
العذاب التي اخترقته.


قرر أن يمتنع، حرمني من النظر إلي عينه، حتى
كلماتي رفضها..رقصت بين يديه فترفع.. تخللته لكنه تحلل منها، كم كان الجرح
عظيما وجرح القلوب غالي..إنها المرة الأولي التي لا املك فيها زمام
أمري..أنها المرة الأولي التي تمنيت أن ارتمي بأحضانه..وأُعلن البيان
الأول لوجعي..


أقلب في السماء..يا إلهي نحن زرعك ومشاعرنا نبتك
ولكن البذرة متهمة..خلقتني إنسانة وسويتني امرأة، ونفخت في الروح والسر
يهرب لأنه من أمرك، وأنا تحت أمرك..هذا قسمي فيما أملك واضع بين يديك ما
لا املك.


ورغم عشرات التساؤلات إلا أنني أيقنت أمرا واحدا وهو أنه لا مفر من حبه ولكن هل هذا الحب حلال..هل يرضي الله عنه وعني ؟؟


عمرو والمحبون


سألت
وحملت همي إلي داعيتي (عمرو خالد) سألته هل هناك ما يسمي بالحب الحلال
؟وكيف يكون ذلك ؟ ورغم توقعي لإجابة أستاذ عمرو إلا إنني سألته..فجاءت
إجابته حاملة نوع أخر من الحيرة !حينما قال نعم هناك حب حلال بل الأصل في
الحب والمشاعر الحل، وخير دليل قول المولي عزوجل "المتحابون في جلالي لهم
منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء "ويدعو الحديث إلى التحاب في الله
.. ولكن كيف ؟

فالمحبة في الله تكمن من القلب إلى القلب والذي يوجب
معه النصح للخير وطاعة الله ورسوله، ولتعلمي أن جزاء الحب في الله ظل عرش
الرحمن .

وكطبيعة عمرو أكد أن الحب أساس وروح الإسلام، فالدعوة إلى
الله حب! لأنه أصل كل خير ودافع له، كما لمح لذلك سبحانه فى قوله" قل إن
كنتم تحبون الله فاتبعوني"..أي أن الحب يدفع لحسن العمل.. لكن الإسلام يحب
ويحث على الحب النافع لا الضار! الحب في النور والوضوح لا فى الظلام !،
الحب الطاهر الذي يدفع المحبين للسمو والرقى هو الحب المنضبط بالضوابط
الشرعية فليس فيه كلام أو أفعال حرام !


فالحب الحلال هو الذى يثمر
سعادة لا شقاء ! الحب الذى يكون فى إطار مناسب يهدف لإعمار الأرض وتكوين
أسرة وأبناء يتربون فى أحضان هذا الحب ودفئه، فيخرجون للمجتمع نافعين
لأنفسهم ولغيرهم منتجين فيسعدون ويسعدون من حولهم فى دنياهم وآخرتهم
..واستشهد عمرو بحالته قائلا: تزوجت "علا"عن حب فانا أحببتها منذ رؤيتها
شعرت بالراحة والطمأنينة وسكينة القلب هو الذي دفعني للزواج منها.


أسامة وفلسفة الحب


وخرجت
من مكالمة عمرو وأنا مازالت متحيرة، فأنا لا اعلم مصير هذا الحب وهل سيكتب
له الزواج أم لا؟ ورجعت إلي حالتي من التفكير العميق هل هو بالفعل حلال أم
لا؟، حتى طل علّي صوت (أسامة منير) عبر إذاعة نجومfm ، ورغم إنني كنت
دائما اشعر بحالة من الاستخفاف بهذه الفقرة إلا إنني هذه المرة لم أملك
إلا الاتصال وبه وسؤاله متى يكون الحب حلال؟ ما يحكي لديك لم أري فيه شي
من الحب الطاهر، كل الحكايات لديك أما تنتهي بكارثة شرعية وأخلاقية أو
بكارثة إنسانية!


لكن لماذا لا تصف لنا الحب الطاهر الشرعي ؟
وانتظرت الإجابة بعدما غاب صوت منير لفترة من الزمن ليقول لي إذا تحدثنا
عن الشرع والحلال سنقول أن الحب الحلال هو الذي يبدأ بالإعجاب وخطوته
الثانية هي الزواج مباشرة..فالحب لا يولد فجأة بل يبدأ بإعجاب، يتحول إلى
انجذاب وذلك بالتفكير بالشخص الآخر، وتتبعه لأخباره، ومراقبته، والاتصال
به، ولقائه، والخلوة به، ودوام التفكير به، لذا فمن كان يعلم من نفسه عدم
القدرة على الزواج، أو استحالة اقترانه بمن انجذب إليه، فعليه أن يبتعد عن
كل هذه الأفعال حتى لا يتحول انجذابه إلى حب، وينتهي بقلب محطم.. وليعلم
أن الانجذاب الخارج عن إرادته لا يحاسب عليه، ولكن أفعاله الأخرى التي
تنمي هذا الانجذاب هي التي يحاسب عليها.

انهي منير كلامه ولكن حيرتي لم تنته!!


مع سامح ذلك أظرف


أخذت
ابحث علي شبكة الانترنت عن مشروعية حبي، حتى وجدت تسجيل صوتي لـ(سامح
موريس) هذا الداعية البروتستانتي "بكنيسة قصر الدوبارة" تحت عنوان "علمنا
الحب"، أكد فيه أن الإخلاص في العبادة إلي الله هو الطريق للحب الإنساني،
كما أنه المرشد إلى العفاف وعدم الإباحية، فالحب هو الأمل والحياة وهو
الذي يجعل المرء في عالم مثالِي، فتجد الحبيب يُؤْثر حبيبه على نفسه،
ويؤثر هوى حبيبه على هواه، فالحب أطهر من كل هذه الممارسات الدنيئة...


انتهي
كلام موريس ولكن لم تنته حيرتي إلا مع كلمة الشيخ القرضاوي في قوله عن
الحب، والتي شعرت أنه يصفني عندما قال أن الحب الطاهر هو الذي يسعي إلى
الإنسان ولا يسعى الإنسان إليه، ولذلك نجد عشاق العرب كانو يحبون "الحب
العذري" وهو الحب العفيف الطاهر..


انتهت كلمة القرضاوي وانتهت
حيرتي لأتأكد أن حبي طاهر خالي من كل ما يدنسه، واسأل الله أن يجعله طاهرا
خالصا، وأن يرزقني حلاله ويحرمني حرامه، وأن يجمعني ومن أحب علي خير .


...


انتهت بتلك الدعوة حيرة صديقتي مع حبها وصراعها مع ضميرها.. ولكن أصابتني أنا الحيرة.. هل فعلا حبها حلال !!!!!