التحدى
"انت لن تكون هنا الا و انت ميت "
هكذا كانت طريقة تحدثه الى , لا اتذكر بالضبط ما الذى استفزه الى هذه الدرجة, ربما
يكون ما انا عليه من قوة هو السبب فى كره لى لهذه الدرجة , ربما لان هذه القوة تفقدك حاسة السمع فلا تسمع ما يطلب منك او ما يقال اليك
يعجبه ذكائىفى تحليل الامور و يبدأ فى التحدث معى
فيطلب منى اما ان اتخلى عن قوتى و افوز بحاسة السمع فاصير ضعيفا يسمع و ينفذ الاوامر , و اما ابقى قويا لا يسمع و يبقى التحدى و الصدام الدائم مستمران الى مالانهاية
اطلب مهلة للتفكير و خلالها يطرأ على ذهنى سؤال : من هو هذا الشخص الغامض الذى يتحدانى دائما و يفرض على هذه الشروطالسخيفة؟؟
دائما مختبئا وراء ستار او واقفا فى الظلام , و احيانا متنكرا فى زى شيخ يلبس قفطانا ابيض بلحية بيضاء يطير على بساط ولا يتنكر هذا التنكر الا فى الصباح حتى ينخدع الناس بمظهره فيظنونه ملاكا يرافكنى فلا انال الا كل الاحترام
اما فى الاماكن المغلقة او ليلا فهو فى الظل باستمرار
عندما كنت طفلا كان لا يهتم بى اة بوجودى و هذا ما لفت نظرى اليه و جعلنى اراقبه دون ان يدرى
فى فترة الطفولة تلك كان كل اهتمامه موجها على ابى و امى , فلا تمضى فترة قصيرة حتى يشعل حريقا من الكلمات و اللكمات بينهما , و يقف فى مكان يرقبهما و يضحك و ليخطط لحريقا آخر
و بالفطرة الطفولية و ليس بالعقل ادركت ان هذا هو عدوى المحتمل , فاخذت ارقبه و ادرس كل اساليبه بفطرتى الطفولية فصرت خبيرا بكل فنون الشر فى اشعال الحرائق
و جاء يوم تركت الطفولة فاصبحت احدد مكان وجوده بسهوله و اصبح من الصعب عليه ان يقف يراقب من بعيد و يضحك مثلما كان يفعل قديما فانا اكشف مكانه باستمرا انبه المحيطين لوجوده و اجعلهم يتركون الشجار بينهم لينتبهوا اليه و يدمروه
اثار هذا غضبه كثيرا منى و و اصبح حريصا على ان يوقع بى باستمرار و صارت حربا اكسبها باستمرار , الى ان جاء يوم و اتفقنا حيث اردت انا الكنوز و اراد هو ان اسكت عنه
فساعدنى على اكتشاف كنوز صغيرة كثيرة الى ان نفذت الكنوز الصغيرة و صرت ابحث عن كنوز كبيرة , فاذا به يتخلى عنى لاسباب مجهولة , و يتركنى وحيدا , بحثت عنه كثيرا بلا فائدة , لم اجد الا شيئا واحدا افعله هو ان ارسم , فصرت ارسم بجنون عالما خاصا بى , و خلال خمسة عشر عاما نجحت على المستوى النفسى كسبت مكاسب نفسية هائلة و اصبح عقلى يعمل على ان يكمل اى نقص فى عالمى الخاص و يبدأ عالمى الخاص فى الاكتمال النهائى فينطبع على كل العالم حولى لياتينى بمكاسب مادية ترتقى بى , فى تلك اللحظة يظهر من جديد يحاول دخول عالمى الخاص الذى وجدت فيه كنزى الكبير فيقف و يتحدث لاول مرة
يقول : انك يجب ان تتخلى عن قوتك حتى تتمكن من السمع و تنفيذ الاوامر
انه يريد ان يشاركنى كنزى
( تنتهى مهلة التفكير بالنسبة لى )
التفت اليه و اقول له ببساطة
لا
لن اتخلى عن قوتى و عن مكاسبى فى عالمى الخاص , لن تشاركنى فى شىء , لن اسمع اى اوامر منك , انت لا شىء , و ليكن تحديا مميتا لى او لك
اخلع عنى سيفى و انهال عليه اقسمه لنصفين فيجتمع مرة اخرى مهزوزا فاقرا عليه من كتابى المقدس فيتفتت امامى و يتحول الى غبار ثم يتحول الغبار الى دخان يصعد الى الاعلى لتتلقفه الملائكة لتستنزف منه كل شره الذى اكتشفته ليعرف به العالم