حول أرسنال تأخرا مذلا أمام برشلونة بهدفين نظيفين إلى تعادل درامي بنتيجة 2-2 في ملعب طيران الإمارات في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا مساء الأربعاء.
انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي بعد 45 دقيقة حبس فيها برشلونة أصحاب الأرض في منطقة جزائهم، وأهدروا خلالها أربع فرص مؤكدة للتسجيل بعد تحقيق نسبة استحواذ بلغت 71%، وهي نسبة غير مشهودة في هذه المراحل من دوري الأبطال.
وترجم برشلونة هذه السيطرة إلى هدفين سريعين بعد مرور 14 دقيقة من بداية الشوط الثاني من توقيع زلاتان إبراهيموفيتش، وبدا أن حامل اللقب على الطريق لتحقيق فوز كبير وضمان مقعده في نصف النهائي.
ولكن أبناء المدرب الفرنسي أرسين فينجر عادوا من بعيد بتسجيل هدفين متتاليين عبر البديل ثيو والكوت في الدقيقة 69 ثم القائد سيسك فابريجاس من ركلة جزاء قبل النهاية بخمس دقائق.
وأنهى الفريقان المباراة بعشرة لاعبين، إذ خرج أولا كارليس بويول قائد برشلونة مطرودا بعد إسقاط فابريجاس في ركلة الجزاء التي تسببت في التعادل، قبل أن يغادر فابريجاس نفسه أرض الملعب للإصابة تاركا فريقه ناقصا بعد إجراء فينجر جميع التبديلات.
وصادف أرسنال سوء حظ بالغ في الشوط الأول، الذي فقد خلاله أندريه أرشافين ثم قائد الدفاع ويليام جالاس للإصابة، وحل بدلا منهما إيمانويل إيبويه ثم دينيلسون على الترتيب.
حصيلة البطاقات في مباراة الذهاب تعني أن برشلونة سيخوض لقاء العودة على ملعبه من دون قلبي الدفاع الأساسيين بويول وجيرارد بيكي، الذي حصل على إنذار ثان يستوجب الإيقاف مباراة واحدة.
ويغيب فابريجاس أيضا عن اللقاء الذي يقام في مدينة برشلونة مسقط رأسه، لحصوله هو الآخر على إنذار ثان. ولم يعرف بعد مدى خطورة إصابتي جالاس وأرشافين.
شهدت المباراة أولى مشاركات تييري هنري أمام فريق أرسنال، الذي لعب له ثمانية سنوات وكان قائدا للفريق في آخر اثنتين منها، إضافة إلى كونه الهداف الأول للفريق اللندني عبر التاريخ.
وحصل هنري على تحية حارة من جماهير أرسنال سواء عند دخوله بديلا لإبراهيموفيتش في منتصف الشوط الثاني أو بعد انطلاق صافرة النهاية.
إبراهيموفيتش وفابريجاس سجلا ثلاثة أهداف
احتلال كتالوني
بدا وكأن الفريق الكتالوني احتل ملعب طيران الإمارات منذ إطلاق صافرة البداية، وذهدت الدقائق الست الأولى ثلاثة إنقاذات لمانويل ألمونيا حارس أرسنال من تسديدات إبراهيموفيتش، وليونيل ميسي، وسيرجيو بوسكيتس قبل أن يطيح إبراهيموفيتش بالكرة فوق العارضة من داخل الياردات الست.
وأهدر المهاجم السويدي فرصة جديدة من انفراد كامل بألمونيا في الدقيقة 14 استطاع الحارس الإسباني إنقاذها ببراعة.
جاء الظهور الأول لأرسنال في الدقيقة 20 من عرضية من الروسي أرشافين، ولكنها لم تجد المتابع من لاعبي أرسنال، الذين تراجعوا بالكامل إلى الدفاع، غير عابئين بصيحات فينجر على الخط والتي تطالبهم بالتقدم.
وخرج أرشافين في الدقيقة 27 بداعي الإصابة، ودخل مكانه الإيفواري إيبويه والذي لعب جناحا أيمن أمام بكاري سانيا فيما تولى جايل كليشي مهمة الظهير الأيسر وسانده سمير نصري في صراع شرس استمر طوال اللقاء مع داني ألفيس.
وظهرت جلية تعليمات جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة إلى نجم الفريق ليونيل ميسي بالدخول إلى منتصف الملعب شاغلا معه ألكسندر سونج، ليمنح ألفيس حرية التقدم إلى الأمام.
وتبع أرشافين في الخروج جالاس، الذي شعر بآلام مفاجئة وسقط على الأرض واحتاج إلى محفة لنقله خارج أرض الملعب. ودخل لاعب الارتكاز دينيلسون بديلا، فيما تراجع سونج لشغل مركز قلب الدفاع.
وفضل فينجر الدفع بدينلسون بدلا من المدافع المخضرم سول كامبل، بسبب بطء الثاني في مواجهة لاعبي برشلونة.
وجاء هدف برشلونة الأول من هذه الثغرة في الجهة اليسرى من دفاع أرسنال، إذ أرسل بيكي كرة طولية ضربت مصيدة التسلل ووضعت إبراهيموفيتش في مواجهة ألمونيا المتقدم، فوضعها المهاجم فارع الطول ساقطة في المرمى.
كاد نيكلاس بندنر أن يحقق التعادل في الدقيقة 52 بعدما حول عرضية برأسه في اتجاه مرمى برشلونة، ولكن الحارس فيكتور فالديز أنقذها في أول ظهور حقيقي له في اللقاء.
والكوت غير مجرى اللقاء
وضاعف برشلونة النتيجة من كرة نسخة طبق الأصل، ولكن من تمريرة شابي هذه المرة. وفيما فضل ألمونيا عدم الخروج من مرماه في هذه المرة لمواجهة إبراهيموفيتش، سدد الأخير كرة قوية سكنت سقف الشباك.
الثائر والكوت
لجأ فينجر إلى التغيير الثالث والأخير بإقحام والكوت بدلا من سانيا، مع إعطاء إيبويه تعليمات بالتراجع إلى مركز الظهير الأيمن.
وتسبب هذا التغيير في ثورة داخل الملعب، سواء على مستوى الأداء الذي تحكم فيه أرسنال بصورة كبيرة، أو على مستوى النتيجة التي غيرها الدولي الإنجليزي في أول كرة يلمسها.
وتلقى والكوت المندفع كرة بينية من بندنر وضعته في مواجهة فالديز، الذي فشلت محاولته في منع التسديدة الأرضية من هز شباكه.
واستمر والكوت في شن هجمات عنيفة من الجانب الأيمن، وأظهر تفوقا كبيرا في السرعات على ماكسويل الظهير الأيسر لبرشلونة، مرسلا أكثر من عرضية أرضية وهوائية لنصري وبندنر وأبو ديابي ولكنهم لم يستغلونها.
وتسببت إحدى هذه العرضيات في وصول الكرة إلى بندنر الذي هيأها برأسه إلى فابريجاس المندفع من الخلف والذي وضعته التمريرة في مواجهة فالديز. وفيما كان فابريجاس يستعد للتسجيل، تعرض للإعاقة من بويول ليحتسب الحكم ركلة جزاء ويطرد قائد برشلونة.
تصدى فابريجاس بنفسه إلى الركلة، وسددها أرضية قوية في منتصف المرمى فيما ارتمى فالديز إلى يساره.
وخرج فابريجاس بعد التسديد فيما استمرت محاولات أرسنال في الدقائق المتبقية لإضافة هدف ثالث لم يستطيعون إدراكه.
رساله
