كان احد العارفين بالله يجلس حين جاءه مريض يقول: سافرت اليك من مكان بعيد وقطعت مسافه طويله والمقصود لقاؤك. قال العارف:كان يكفيك خطوه واحده لو سافرت عن نفسك. ما الذى كان يعنيه العارف بقوله لو سافرت عن نفسك،اكان يشير الى ان الرحيل عن شهوات النفس هو السفر الاولى بالاعتبار . ان الضرب فى ارض الله والسياحه والنظر والتامل امور مطلوبه للانسان ،ولكن اهم منها واولى بالاهتمام هو السفر عن رغبات النفس والهوى. السفر اذن نوعان : سفر مادى بالجسم وذلك هو السياحه،وسفر اخر بالقلب والعقل وذلك هو السفر المعنوى ويعنى انتقال المريد من حال الى حال ،ومن مقام الى مقام ،ومن فتح الى فتح. كان رسول الله (ص)يذكر الله فى سكونه وحركته،وفى سفره المكانى والقلبى. كان عليه الصلاه والسلام اذا استوى على البعير خارجا الى السفر كبر ثلاثا ثم قال : "سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون ،اللهم انا نسألك فى سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى". ويختلف العارفون بالله فى احوال الاقامه والسفر،فمنهم من يؤثر الاقامه على السفر فلا يسافر إلا لغرض معين كالغزالى والجنيد ،ومنهم من يؤثر اسفر على الاقامه مثل إبراهيم بن ادهم وابو عبدالله المغربى.