إليكِ يا نفسُ

يانفسُ

..

دَعكِ من أوهامِك

أبعدَ كلِ جروحَكِ القاسية ..؟ّ!

عُدتِ لتتعلقي بأمَلِكَ من جديد ....

وترغَبين في تذوقِ آلامِهم من جديد..

أما عرفتِ حقيقةَ قلوبِهِم ...وذُقتِ آلاماً وجراحاً...

وتركت لكِ طعناتُهم في قلبكِ جُرووحاً دامية

لا يغيرُها الزمان..

أما ذاقَ قلبُكِ مرارةَ الحِرمان...؟!

وجفَّ وريدُكِ لكَثرةِ الأوهَان....

أما زلتِ ترغبين في مقاومةِ غدرٍ الأزمان...؟!

أما علمتِ أن الأحزان في دنيتِنَا لا تليها سِوى أحزِان

أما رأيتِ حقيقةَ الدنيا ...!

فيا نفسُ دنياك تخفي كل مُبكيةٍ
وإن بدا لكِ منها حسنُ مبتسمُ

فدُنياكِ خدَّاعة تُظهرُ الحسنَ وتُخفي السوءَ

..

..

ويانفسُ ..

قلوبُهم خادِعة .. وجروحُهم لاذِعة .. وجفاءُهم أمرٌ محتوم ..

وسهامُهم تُصيبُ فلا تخطيءُ الهدفَ ..وكأنَّما هم وُجدوا فقط لإيلامِنا

وبعدَ كلِّ هذا ...!

بعدَ أن ,,

طعنُوا القلبَ ،، يمدُّون أيديهُم المُلوثة بدماءِ الغدر لاضمادِ جُرحِك

باعتذاراتٍ كاذبة وحُججٍ واهية

..

..

فياقلبُ ..

دعكَ من اوهامِهم .. ولا تقطف من بستانِ جراحِهم وروداً يعلوها الشوكُ

فلا ينالك منها سوى النزف والالم ...

ويا عينُ أوقفي الدَّمعَ ..

ويا قلبُ أوقف النَّزفَ ..

..

..

وقفي يا نفسِي وقفةً

تذكَّري فيها جِراحَكِ .. وتعلَّمي مِن أخطائِكِ .. وتقي بربِّك فهو
مُسعدكِ ومُشقيكِ ..

وداويي جراحَكِ وتناسي آلامَها

فداؤُهَا بيأديهم ودواؤُهَا بيديكِ ...

وكوني كالجبلِ الشامخِ في صُمودِهِ و تحمُّلهِ لصدماتِ دهرهِ وعواديهِ ..

وانشغلي عنهُم بنفسكِ ..

وارفعي قدرَها .. فلا تعلُو احزانُك على قلبِك ..

واحتفظي بآلامِك

فلا يشعرُ الجرحَ إلَّا من بهِ المُ

ولا يشعرُ الألمَ إلَّا من له قلبُ

** إليكِ يا نفسُ**

إليكِ يا نفسُ