فصل الخطاب
اطبع الصفحة ارسل لصديق
Convoy
بقلم حمدى رزق ٢٩/٤/٢٠٠٨
ما إن يسمع الدكتور زاهي حواس، الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار، convoy حتي يصيبه العصبي، ومن فوره يطلب إغلاق المقابر، التي يخشي عليها من هجوم الـConvoy ، حواس طلب إعادة النظر في الأمر.
Convoy لمن لايعرف من مخلفات المواجهات الأمنية مع الإرهاب في بداية التسعينيات، كانت الخشية من العمليات الغادرة، تتطلب تجميع السياح في قوافل تتحرك تحت حراسات مركزة، لتمكينها من تنفيذ برامجها السياحية بأعلي نسبة أمان ممكنة (تحت السيطرة كما يقولون)، ورغم تراجع الخطر (وإن لم ينته)، فإن القوافل المحمية مستمرة، رغم اختلاف الظروف والمناخات واعتراضات خبراء السياحة والآثار.
عملية تفويج السياح لزيارة الأماكن الأثرية في صعيد مصر والبحر الأحمر عملية تستحق المشاهدة، وحدها مقصداً (سياحة القوافل)، تتم بتجميع السياح من مختلف الجنسيات في أتوبيسات في توقيتات محددة، وفي أفواج يصل طول الفوج وقت الذروة إلي ٦٠ أتوبيساً، ويتحرك الفوج علي الطريق في مشهد فريد، ما إن رآه رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف في قنا قبل أسابيع حتي فغر فاه، وطلب دراسات ولجانا لبحث الظاهرة السياحية الفريدة.
عملية التفويج اختصاراconvoy بمعني قافلة، كانت مناسبة كما يقول خبراء السياحة، عندما كان عدد السياح يتناقص تحت تأثير ضربات الإرهاب الأسود، كانت الحاجة ماسة لخلق مساحات آمنة، يتحرك فيها السياح دون خشية، كان عدد السياح ثلاثة ملايين، لكن عندما نتحدث عن ١١ مليوناً، ونطمح إلي ٢٠ مليون سائح، بالضرورة لابد من البحث عن أساليب جديدة، تعطي إحساس المقصد السياحي الآمن، ليس مطلوباً العودة عن أسلوب القوافل إلي تقسيم القوافل إلي أتوبيسات، وتخصيص حراسة لكل أتوبيس، وكأنك يا أبوزيد ما غزيت، وليس عقلانياً تخصيص حارس لكل سائح يحرسه، أيضا ليس سياحياً ربط أرجل السياح كالفراخ فيconvoy واحدة، الحراسات المشددة في خلفية الفوج وفي الأمام، وعلي الأجناب لا تسر السائحين، كيف يكون المقصد السياحي آمنا، وهناك حراسات علي هذا النحو المثير للخيال. لسنا خبراء، ولكن المفاهيم بالضرورة تغيرت، وما هو كائن بالضرورة له حيثياته، بعض التقديرات تذهب إلي أن الإرهاب لايزال يكمن في الأماكن الوعرة والنائية والمتطرفة، يتلمظ لاقتناص الشاردة، وحدث كثيرا، ولكن ما كان صالحاً قبل عشر سنوات، لم يعد صالحاً الآن.
عمليات التأمين في بعض البلدان السياحية، قطعت أشواطاً إلي الأمام، التأمين تحت الجلد سياسة احترافية، القوافل علي هذا النحو صيد ثمين، وتعطيلها سهل وميسور، والخطورة ماثلة، أي صبي في أي بازار يعرف مواعيد التفويج وتحرك القوافل. ليس سراً المواعيد ٧ و١٠ صباحاً و١ و٤ عصراً، كيف تواجه المواعيد الأربعة حركة سياحية بأحد عشر مليونا، ما يجري عكس ما هو كائن في المقاصد السياحية المثيلة، لندن تراقب الطرق بالكاميرات، في إسبانيا الطرق تحت سيطرة المراقبة الجوية، و تأمين دبي تتولاه شركات أمن خاصة، كل شركة تؤمن أعمالها، لماذا تتحمل الدولة عبء تأمين مقاصد سياحية، خيرها لغيرها كما يقولون، الداخلية تؤمن والدولة تدفع والشركات تكنز وتشكو.
الطريف أن السياح تآلفوا مع ظاهرةconvoy بعضهم يتخذها هزوا، فانتستك، ويستمتع بتصوير المشهد الذي لا مثيل له في العالم، ليعود لينشر صوراً في المواقع الإلكترونية لظاهرة سياحية، تنفرد بها مصر، دونا عن سائر مقاصد العالم السياحي الحر.
