الحب، كعكة أم بطارية؟

حقوق الكتابة محفوظة

للكاتب / خالد عبد الحميد متلقيتو

المصدر

بداية المقال

من المفاهيم السائدة عند غالب فئات المجتمع بأن الحب هو مثل الكعكة يتم تقاسمها بين المعنيين بصاحب الكعكة. فإذا ما دخل طرف جديد فإنه يأخذ من نصيب الشركاء الأولين من الكعكة.

هذا المفهوم هو السبب الرئيس من أسباب الغيرة عند الأطفال وعند النساء وغيرهم عند دخول محبوب جديد للحلقة حيث يتم النظر إليه على أنه سيقتطع من نصيبهم من كعكة الحب وسينتزعه من أيديهم انتزاعاً.

لكن من تأمل أثر وحقيقة الحب وحال المحبين والمحبوبين سيعلم بالتأكيد أن هذا المفهوم لا يمت للواقع بصلة بل إنه بالضبط عكس حقيقة الحب.

إن الحب الجديد في حياة الفرد يأخذ منه ولكنه في ذات الوقت يضيف له الكثير جدا جدا.

إن هذه الطبيعة التي جعلها الله في الحب إن أردت أن أمثل لها فإن كل محبوب يدخل في حياة القرد هو مثل جدول يصب في مجرى النهر ليفيض منسوبه ويزداد ما ينهل منه كل محبوب على هذا النهر.

ولكن بما أن الأنهار وما يتعلق بها ليس مألوفا في بيئتنا وربما لا يتم تصور هذا المثال بشكل كامل فلعلي أزيد مثال آخر من البطاريات التي نتعامل معها منذ الطفولة في ألعابنا.

فالبطارية الواحدة تعطينا 1.5 فولت فإذا زادت بطارية ثانية صار عندنا 3 فولت وبأربعة بطاريات يكون لدينا 6 فولت وهلم جرا. لكن هذا فقط جزء من قصة الدائرة أما الجزء الثاني وهو المهم والذي يعنينا هنا فهو أن التيار الكهربائي يزداد في كل الدائرة وكل البطاريات أيضاً.

هذا المثال الكهربائي أو المائي (أيهما ترغب) هو المثال الأقرب لطبيعة الحب من مثال الكعكة المحدودة وهذا أمر يعرفه كل من جرب الحب أو تأمل حال المحبين. لذا تجد المحب نتيجة هذه الإضافة الروحية الجديدة في حال مختلفة عن حاله قبل دخول الحب الجديد في حياته ولك أن تتأمل حال المحبين لترى حقيقة ما أقول.

فأنت حين تدخل مصدرا جديدا للحب في حياتك فإن أثر هذا العكس ينعكس على كل من في حياتك وأنت أولهم بالتأكيد.

وهنا حين نتكلم عن مصادر أو منافذ الحب فهذا ليس مقصورا فقط على الحبيبة بالمعنى التقليدي بل كل مصدر للحب بلا استثناء. فالمرء قد يحب طفل جديد رزق به أو زوجة أو نشاط وهواية أو أي شيء آخر.

لذا ومن هذا المقال أدعو الجميع للحب ولنشر ثقافة الحب في مجتمعنا وفي ما بيننا.

وفي ضمن هذه الدعوة للحب الكوني يجب أن نتذكر جميعا أن مصدر الحب الأعظم والأهم في حياة المرء هو حب الله عز وجل.

فمن يحرم نفسه من هذا الحب فلن يحصل على ما يعوضه عن هذه الخسارة.

دمتم بحب

يمكنكم مناقشة الكاتب عن طريق رابط المصدر