تحت مسمى "لبسني الخاتم"، تستعد أكثر من (20) فرقة شبابية لتنظيم أكبر حملة توعية للحد من العلاقات غير الشرعية على مستوى العالم العربي. تنطلق الحملة من المملكة العربية السعودية بدءًا من مطلع العام الهجري الجديد 1431هـ ، وتمتد لتشمل الكويت والبحرين والإمارات وقطر بالإضافة إلى مصر والمغرب واليمن ولبنان والجزائر. تستهدف الحملة ،التي تمتد على مدار خمسة أشهر قادمة، توجيه العلاقات غير الشرعية والتحذير منها، بالإضافة إلى توعية المجتمع بتسهيل أمور الزواج والتخفيف عن الشباب بالابتعاد عن الطلبات المبالغ فيها وغير اللازمة. علاقات غير شرعية وجاء اختيار مسمى "لبسني الخاتم" لمحاكاة الشباب في اختيار الألفاظ القريبة منهم، وتقريبًا للصورة التي تريد الحملة غرسها، فبالرغم من أن خاتم الخطوبة ليس له علاقة بالشرع فإنه يوحي للآخرين من أقرانه أنه الآن في طريقه للزواج وأن له حدودًا في علاقاته مع الغير. ويحرص القائمون على "لبسني الخاتم" على نشر الوعي بين فئات المجتمع وتبيان أن الزواج هو الطريق الصحيح في إقامة العلاقات، وأن الصداقة هي طريق الشهوة والأهواء. وكانت منظمة "فور شباب" –الراعية للحملة- قد أعدت دراسة رصدت فيها واقع الشباب العربي وما يواجهه من مشكلات تحتاج إلى توعية ومحاولات لإيجاد الحلول، ومن أهم هذه المشكلات قضية الحرص على العفة والسعي للزواج والتي يقابلها خوض الشباب في علاقات غير شرعية في ظل عجزهم، وفي إطار المساهمة لحل هذه الإشكالية جاءت الحملة -كأحد المشاريع العالمية للمنظمة- التي وجدت أن استخدام الوسيلة الإعلامية للنصح والتوجيه هو الحل الأنسب لمخاطبة الجمهور المستهدف. ينبه الدكتور علي العُمري، رئيس المنظمة، إلى أنه من المهم جدًّا ألا نتجاوز عن الأخطاء التي تنشأ عن إقامة علاقات غير شرعية أو نحاول التغاضى عنها، لأن بعض الأخطاء تحتاج إلى التفكير بشكل سليم في كيفية التعامل معها، منوهًا أن حملة "لبسني الخاتم" تستهدف رسالة تريد إيصالها لكل من يقع في هذه الإشكالية من الطرفين، سواء الشاب والفتاة بإيقافهم عن مواصلة هذه العلاقة والتوجه إلى الصواب بالزواج الشرعي، أو العائلات بتوعيتهم بتسهيل أمور الزواج والتخفيف عن الشاب المتقدم في الطلبات والتكاليف. أفلام وأغانٍ وتستخدم الحملة العديد من وسائل الاتصال الحديثة من تلفزيون وراديو وإعلانات تغطي الشوارع الرئيسية، بالإضافة إلى الأسواق الكبيرة، ويحاول القائمون عليها أن يبتكروا أفكارًا جديدة تصل إلى الشباب بسهولة وتتناسب مع طبيعتهم مثل الأفلام القصيرة التي توضح أهداف وأبعاد الحملة، والتي لم تتجاوز خمس دقائق حتى يتم الاستفادة منها في التلفزيون أو على موقع اليوتيوب - الذي يتابعه الشباب بكثرة - وغيرها من المنتديات الإلكترونية الأخرى. أيضا تستخدم الحملة الأناشيد الغنائية، وقد خاطب القائمون بعض المغنين المعروفين في السعودية أمثال الفنان محمد عبده وبعض نجوم ستار أكاديمي ليقوموا بأداء الوصلات الغنائية الخاصة بالحملة، كما تم تخصيص مسابقة ثقافية في كتاب عن البنات وأخلاقهن ومقارنتهن بالمرأة عبر التاريخ قام بتأليفه الدكتور محمد موسى الشريف خصيصًا للحملة. وتركز الحملة كثيرًا على الأسواق التجارية لكونها تمثل أحد الأماكن الأساسية التي يجتمع فيها الشباب، حيث تقدم البرامج التوعوية والإرشادية من خلال توزيع البروشورات وإقامة المحاضرات، بالإضافة إلى عرض الأغاني والأفلام القصيرة من خلال شاشات موزعة في جميع مناحي السوق، وتخصيص برنامج تلفزيوني مصاحب للحملة لتغطية جميع فعالياتها. 50 عريسا وعروسة من جانبه، يعلن بدر فلاتة ،رئيس "لبسني الخاتم"، أن المشروع سيختتم فعالياته بتزويج (50) شابًّا وفتاة، وذلك بالتنسيق مع بعض الجهات الأخرى، مشيرًا إلى أن الحملة ليست جهة تزويج إنما ستكون جهة تنسيق بين الشباب والجهات الخيرية، موضحا أن مشروع الزواج سيكون هو الخطوة العملية للحملة. ويعتبر أن الأصل أن يعبر الشاب عن عاطفته بالطريق الصحيح، أما أن يلجأ للعلاقات غير الشرعية فهذا لا يصح، فإن كان حبه صادقًا فليصرح لأسرته بهذا الأمر، موضحا أن مشاعره وصلت ذروتها، مشددا على ضرورة أن يستخدم الشاب جميع الوسائل التي عنده حتى يقنع أهله بمن يحب ويستطيع بعد ذلك الزواج منها. ويؤكد فلاتة أن كثير من العائلات في السعودية تزيد تعقيدات الزواج وتعطلها، ولكن ما يحدث في بلادنا من مشروعات الزواج الجماعي خير دليل على وعي بعض العائلات التي قبلت بهذا الوضع، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات تسر المجتمع وتختصر الأوقات. |