MiDoOo رئيس مجلس الاداره
عدد الرسائل : 4830 العمر : 38 الموقع : بيتنا شوية والشغل شويتين العمل/الترفيه : الكتابة والتصميمات والنت والموسيقى المزاج : هادى هادى هادى رساله : الاوسمه : do3a2 : عرفت المنتدى ازاى؟ : لا اله الا الله : المزاج : احترامك لقوانين المنتدى : نقاط : 4486 السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 10/07/2008
| موضوع: الحلقة الثامنة الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 8:59 am | |
| الحلقة الثامنة:
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50) الكهف)
سؤال: إبليس، الشيطان، من الجن، الجبت، الطاغوت: هل لهذه المفردات علاقة ببعضها؟
إبليس إسم هذا الملعون المطرود من رحمة الله تعالى وهي كلمة أعجمية لا إشتقاق لها أطلقها الله تعالى عليه.
الجنّ إسم الجنس كما أن جبريل u إسم الملك الوكل بنقي الوحي من السماء إلى الأرض وجنسه من الملائكة. إذن إبليس جنسه الجنّ. الفسوق هو الذي جعل كلمة شيطان لأنه تشيّطن أي إبتعد عن رحمة الله بعدم السجود وهذه كلمة عربية يمكن أن يُشتق منها (شطن). وفسق أي خرج كما يقال فسقت التمرة.
إبليس إسمه، شيطان صفته، جنسه الجنّ (إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه) تدل على أنه لم يكن من الملائكة أبداً.
سؤال:لماذا وُجِد إبليس مع الملائكة؟
هو حضر معهم الأمر ولذلك قال تعالى (إذ أمرتك) الأمر شكله لحضوره. هذه عملت إشكال عند المفسرين ولكن الآية تشرحها (إلا إبليس كان من الجن) هو من الجن وليس من الملائكة ولم يكن من الملائكة طرفة عين كما يقول الحسن البصري. الذي سبب المشكلة الإستثناء بـ (إلا إبليس) لأن أهل التاريخ والتفسير الذين لم يدرسوا لغة لا يعرفون الإستثناء المنفصل. هناك إستثناء وإستثناء منفصل (كان موجوداً) لأن المستثنى ليس من جنس المستثنى منه وهذا يعرفه أهل اللغة. وهذه المسألة ما زالت تسبب مشكلة لأن الناس تتصور أن إبليس كان طاووس الملائكة وقرّبه الله تعالى إليه وغيره وهذا كله من الإسرائيليات.
سؤال: لماذ وُجِد إبليس في حضرة الملائكة؟
أهل التحقيق قالوا: أن الأمر صادر للأعلى وهم الملائكة فيجب أن يشمل من دونهم وإبليس كان حاضراً من جنس الجنّ ولو سجد كان كل جني يطيع ويسجد ويشمله لازم معنى السجود. الملائكة سجدت مرة واحدة وسُخّرت لآدم بعد ذلك من قِبَل الله تعالى. نقل جبريل u للوحي من لازم معنى السجود. إذا الأمر صدر للأعلى فمن باب أولى يشمل الأدنى ثم المولى تعالى لما يعرض لنا شيئاً يجب أن نفهمه خلال السياق.
سؤال: إذا أمرتك، لماذا لم يقل: إذ أمرت الملائكة؟
ليؤكد أن الأمر يشمله ولو كان لا يشمله كان على إبليس أن يرد ويقول : أنا لست من الملائكة فطالما لم يرد فهذا يدل على أنه فهم أن الأمر شمله ولكنه ردّ الأمر على الآمر. غلطة آدم أعقبها توبة وغلطة إبليس أعقبها طرد ورجم ولعن ولا توبة له.
لم يرد في القرآن أي دليل على أن إبليس طلب التوبة من الله تعالى كما تقول الإسرائيليات. التوبة تأتي ممن أحس بالخطأ وأول شروط التوبة الندم. المولى تعالى يتوب عليك بأن تندم وهذه أول درجات قبول التوبة. أما التكبر والتعالي تضيّع الإنسان فلا تقبل له توبة (أستكبرت أم كنت من العالين) كلتاهما مصيبة. عدم سجود إبليس من وجهة نظره بناء على إستكبار وإستعلاء (أأسجد لمن خلقت طينا) يردّ الأمر على الآمر وهذا فيه وقاحة. ليس العيب أن تخطيء لكن يجب أن تشعر بالندم لخطئك لكن أن تستكبر وتستعلي لا يقبل منك توبة.
سؤال: ألم يرد في الكتب تاريخ قديم إبليس عن نزعته في الكِبر؟
كلا إبليس كان طائعاً. هذا موقف لحظي تصرّف بالكِبرعند لحظة خلق آدم. وهذا خطر البعض الذين يتعالون على الناس أساسها الكِبر وإرتفاع الأنا لديهم. والغرور من الغَرور أي الشيطان لذا قال r: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر". أول ما تشعر بالكِبر والإستعلاء عليك أن تقوم بعمل يخالف هذا الكِبر. ولنا في الرسول r الأسوة الحسنة لما عُرِف من تواضعه حتى كان الرجل يدخل مجلسه فيسأل من منكم محمد بن عبد الله؟ وكذلك الصحابة عرفوا بتواضعهم وفي التاريخ الحديث نذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي عندما أصبح وزيراً خاف على نفسه الكِبر فذهب ونظّف المراحيض حتى يذِل نفسه. وهذا درس لنا أنه عندما يتسرب إليك الشيطان والنفس تضطرب فيجب أن أعمل عملاً يدنّي النفس لينزلها إلى مكانها الصحيح من التواضع.
سؤال: لماذا السجود تحديداً؟ ألا توجد وسيلة تكريم أخرى؟ ولماذا رفض إبليس السجود تحديداً؟
هو أمر من الله تعالى والسجود يعني الطاعة والخشوع. لازم معنى السجود أن تضع جبهتك على الأرض وساجد يعني خاضع طائع. لا يجوز التكريم بطريقة أخرى لأن الأمر جاء من الله تعالى (فسجد الملائكة) الفاء هنا تفيد التعقيب والترتيب لأن الكلائكة طائعين. أما إبليس فبدأ يرفض هذا السجود قبل أن يكون إكراماً لآدم طاعة لرب العالمين يقول r: إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد يعتزل إبليس ويبكي ويقول يا ويله (أي يا ويل إبليس) أُمِر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأُمِرت بالسجود فعصيت فلي النار". إذا كان هذا حال إبليس من سجدة ابن آدم سجدة التلاوة فما بالك بالصلاة؟ عندنا 34 سجدة في الفرائض فقط وإذا صلينا السنن المتفق عليها فهذه 20 سجدة أخرى ولو صليت في جوف الليل ركعتين يكون لديك 4 سجدات إضافية. هذا يجعل لإبليس يبكي ويعتزل ليل نهاروهذا بيان قيمة نعمة رب العالمين علينا بالسجود. مسألة السجود تلاحق إبليس إلى يوم القيامة.
| |
|