MiDoOo رئيس مجلس الاداره
عدد الرسائل : 4830 العمر : 38 الموقع : بيتنا شوية والشغل شويتين العمل/الترفيه : الكتابة والتصميمات والنت والموسيقى المزاج : هادى هادى هادى رساله : الاوسمه : do3a2 : عرفت المنتدى ازاى؟ : لا اله الا الله : المزاج : احترامك لقوانين المنتدى : نقاط : 4486 السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 10/07/2008
| موضوع: الحلقة السابعة الثلاثاء أكتوبر 21, 2008 8:57 am | |
| الحلقة السابعة:
وسوس إبليس لآدم حينما قال له (ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين) مع أن الله تعالى ضمن لآدم الحياة الهنية في الجنة (إن لك أن لا تجوع فيها ولا تعرى) فلِم تنازل آدم أو تناسى أو ترك كل هذا وإنصرف إلى وسوسة الشيطان؟ ما هو التقييم لهذا الموقف والدروس المستفادة منه؟
نحن لم نشتغل في الآيات ولكنا نأخذ العبرة وهذا واقع حال الإنسان إلى يوم القيامة. الذي سرق ألف جنيه الساعة الرابعة عصراً مثلاً لو سلك طريقاً غير السرقة كان سيأتيه المبلغ لأن الرزق لا يمكن أحد أن يأخذه منك ولو لم يسرق لكان أتاه المبلغ بالحلال. والرسول r يقول عن الرزق: "لو ركب إبن آدم الريح فراراً من رزقه لركب الروق البرق حتى يقع في فمه" فأنت يا آدم ضمن الله تعالى رزقه وقال (ما من دابة في الأرض إلى على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها) كل الدواب سواء على الأرض أو تحت الأرض حتى الدودة تحت الأرض لو قال (على) لا تشملها. (في) تشمل فوق وتحت الأرض كله ضَمِ، الله تعالى لها الرزق.
هل حجة إبليس كانت أقوى أم ما هو واقع الحال؟
الإنسان لا يرضى بما عنده وإذا نظرنا إلى جميع مشاكلنا في البيوت المسلمة فهي إما ناتجة عن أن الزوج لا يرضى أو الزوجة لا ترضى والمشكلة هي عدم الرضا. "إرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس". يجب أن نفهم ما هي قصة آدم في الدنيا. وما هو مفهومك للدنيا. وما في الدنيا بالنسبة لك هل هو ترف ومعازف؟ كلا يجب أن ترجع للخالق لتعرف منه أصل الحياة. حتى الآية لم نعرف أن نشرحها (وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون)العبادة ليست صلاة وصوم وحج وغيرها فقط وإنما من عبادة الله تعالى أن تذهب لعملك في الوقت المحدد وتنتج وتسعى وتعمل وتجتهد. وهناك في مجتمعاتنا إفراط وتفريط أحدهما يقول الصلاة أهم ويبقى في المسجد والآخر يقول أعمل ولا أعبد ونحن أمة وسط. الحجة عند إبليس لم تكن أقوى ولو فكرت دقيقة لكان آدم قال لإبليس: كُل أنت من الشجرة. ما هو الخُلد؟. أي نعمة يتعرّض لها الإنسان في الدنيا إما تفرقه أو يفارقها. الرسول r ياخّص هذه المسألة فيقول: " للانسان ثلاثة رفقاء في الدنيا مال وأهل وعمل المال لا يخرج من البيت والأهل يخرجون حاملين الميت إلى القبر لكن لا يدخلون معه القبر ولا يدخل معه القبر إلا العمل"
الحوار تحوّل من آدم إلى بني آدم. واقع الحال أنه ما كانت حجة إبليس أقوى ولكن المسألة مسألة جبِلّة، البشر مخلوقين على هذا إلا من رحم ربي لأن الإنسان الذي عنده قناعة تجده مرتاحاً أيّما راحة أما الذي ينظر ماذا عند هذا وماذا عند ذاك يتعب في حياته. 90% من المشاكل التي تُعرض علينا هي ناتجة من عدم الرضى وعدم القناعة. والباقي سوء فهم وغيره. الغالبية العظمى ليس عندهم قناعة. فهل من الصدفة أن أول آية في كتاب الله يوجهها لنا (الحمد لله رب العالمين) قل الحمد لله وهو سبحانه وتعالى قال (ولئن شكرتم لأزيدنّكم) وللأسف حالنا غير هذا إذا كان عند الإنسان وادي فهو يريد ثانياً. إبليس وجد آدم تربة خصبة لوسوسة في حين أننا لما تعلّمنا وتدبرنا وتفكرنا في القرآن وبحثنا وتعلمنا عن الرسول r يمكن أن نكتشف الوسوسة ونوقفها. فلا يجب أن نضيّع الأمانة التي معنا لأن الدنيا ستنتهي والنعمة ستزول ففارقها على طاعة ورضى وعلى مراد الله تعالى.
ماذا كان ينبغي على آدم أن يفعله ليتخلص من الموقف؟
آدم كان يجب أن يفعل هذا لأنه على مراد الله تعالى. أما بالنسبة لنا نحن نتعلم لما يُعرض علينا أو نضعه على ميزان لا إله إلا الله محمد رسول الله، هل يرضى الله تعالى بذلك؟ لما نسمع الوسوسة نفرّق إذا كانت من الشيطان أو من النفس ونعالج الوسوسة. كيف؟ لو عُرض على أحد السرقة يجب أن يبحث يجب أن يبحث لماذا عرضت عليه السرقة أو الزنا أو غيرها من المعاصي. إعمل مع نفسك فإذا فشلت تكلّم مع أحد ولا تترك نفسك وحدها. من تكبّر على واقع حاله بغروره في الإيمان أوقعه الله تعالى في براثن الشيطان لأنه لم يلجأ إلى الله تعالى. ومن إعتمد على عقله ضلّ. ذهب رجل إلى حكيم فقال إني أشكو مرض البُعد عن الله تعالى فقال له الحكيم: عليك بورق الإخلاص وعروق الصبر وعصير التواضع، ضع ذلك في إناء التقوى، صُبّ عليه ماء الخشية، أوقد عليه نار الحُزن (البكاء على الخطيئة)، صفّيه بمصفاة المراقبة، تناوله بكفّ الصِدق، واشربه من كأس الاستغفار، تمضمض بالورع، أبعِد نفسك عن الحِرص والطمع تُشفى من مرضك بإذن الله.
هذا الخليط من الصبر والتواضع والخشية والإخلاص والحزن وخاصة الصبر هو مناط كل نجاح وأي عيادة أو معاملة ناجحة محتاجة لصبر. الصلاة من غير صبر ى تنفع والحج من غير صبر لا ينفع. للأسف الآن إنعدم الإخلاص والورع والخشية والمراقبة وكل هذا بسبب البعد عن الله تعالى.
آدم أو بني آدم لم يشاوروا وكل يعتمد على عقله المليء بالأمراض والران على القلوب قد يجعل للشيطان طريقاً سهلاً لقلب الإنسان ليبعده عن الله تعالى. هل هناك مسالك للشيطان يدخل بها إلى الإنسان؟
نرى من أين قال الشيطان أنه سيأتي ونعمل عكسه: (ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) الأعراف) لم يذكر من فوقهم ولا من تحتهم لأن الفوقية محروسة بعناية الله تعالى والتحتية محروسة بالقيام والركوع والسجود. هاتان الجهتان ليس للشطان علاقة بهما فلو تمسكنا بعناية الله تعالى نبعد الشيطان عنا. (وما النصر إلا من عند الله) عندية النصر من الله تعالى فعنده النصر كله ومناط النصر من عندنا (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) نحن المقصرون ومن هنا هناك فرق بين من هو خارج من معية الله وبين من يجري لمعية الإنسان. الذي خرج لم يتعامل مع معية الله كما علمنا رسول الله r والآخر فهم فلجأ إلى الله تعالى. هذان يعطيانا الفكر السليم للخروج من النفس والشيطان. يُعرض عليك الأمر بالوسوسة فعليك أن تسأل نفسك هل هذا يقابل ما يرضي الله تعالى ورسوله؟ الذي ذهب للرسول r يستأذنه بالزنا فعالجه r بمنتهى الحكمة فقال له ترضاه لأمك، لأختك، لإبنتك والرجل يجيب كلا فيول له r كذلك الناس لا ترضاه ومسح على صدره وفيقول الرجل دخلت وكان الرسول r أبغض الناس إليّ وخرجت وهو أحبّ الناس إليّ. الرسول r إستفز منه مكامن الرجولة فعاد الرجل لأنه r أعطاه الحكمة من تحريم الزنا ففي الوقت الذي منعك الله تعالى أن تعتدي على الآخرين منع كل هؤلاء من الإعتداء عليك أيضاً. فالإسلام منهج ينبغي أن نعيشه. لا نسأل ما الحكمة من كذا وكذا لأنه إذا سألتها بالعبادة تنتفي العبادة.
الإنسان لما يقع في معصية الآن وتقول له عليك أن تفكر عندما تبدأ الوسوسة حتى لا تعمل المعصية فيقول لك ليس لدي وقت للتفكير أعصي ثم الله غفور رحيم. وهذا ما يريد الشيطان أن يسهّل المعصية ولكن علينا أن نكمل الآية فالله تعالى يقول: (نبّيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم).
من وسائل الغواية في القرآن (لأضلنّهم، لآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام، فليغيرن خلق الله) هذه أمثلة على وقائع تحدث آناء الليل وأطراف النهار. إنه قادر على أن يتحكم فيك لتخرق الناموس طاعة له وحده وهذه قمة وقاحة الشيطان لأننا إنفصلنا عن المنهج. حال بيننا وبين المنهج وأطرح سؤالاً: أين القرآن من المسلمين الآن؟ إما تجده في السيارة أو في المكتبة أو تحت الوسادة وبعضهم يشغّل القرآن في غرفة لاثة أيام ويخرج ونسي أن القرآن أنزله الله تعالى ليستمع إليه المسلم (فإذا قريء القرآن فاستمعوا له وأنصتوا) بركة القرآن في قراءته وهذه عبادة فأن تقرأ قوله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) عبادة.
ما ذكره إبليس في الآية هو نموذج لأشياء كثيرة تحدث وهذه نعمة رب العالمين لأنه يعلّمنا كيف نجتنب مداخل الشيطان.
تراك العيون. | |
|