أنهت وزارة الصحة إعداد المسودة النهائية لمشروع قانون منع التدخين ومكافحة التبغ في أعقاب سلسلة من الإجراءات التي اتخذت من اجل تلافي الاعتراضات المقدمة من كافة الوزارات والجهات المعنية عليه.
وقال مدير دائرة مكافحة التدخين في وزارة الصحة بسام أبو الذهب في تصريح لـسيريانيوز إن "مسودة القانون لفتت من الناحية الفنية والطبية إلى عدد من المسائل الهامة جداً منها تجريم تصنيع ألعاب الأطفال على شكل منتجات تبغ بالإضافة إلى ذكر مواصفات التبغ على علبة التبغ والتأكد من صيغة التحذير الصحي المسجل على العلبة", مشيراً إلى أن "القانون سيمنع التدخين في كل المرافق العامة بما فيها المطاعم والفنادق ووسائل النقل العامة".
وكانت الحكومة قد شكلت في وقت سابق لجنة وزارية للإعداد لمشروع قانون مكافحة التدخين التزاماً بموافقة سورية على اتفاقية منظمة الصحة العالمية حول مكافحة التبغ التي اعتمدتها جمعية الصحة العالمية عام 2003.
وذكرت الوزارة في بيان لها الأحد أن "المشروع الجديد يراعي المنهجية والتدريجية في تحقيق الأهداف التي يسعى من أجل تحقيقها بعيداً عن اتخاذ الأحكام الحاسمة منذ بداية التطبيق", مشيرة إلى أن "مسودة القانون أخذت بالاعتبار الملاحظات الواردة من وزارة العدل حول بعض العقوبات الواردة فيه".
وأضاف أبو الذهب أن "العقوبات وفقاً لمسودة القانون تتراوح بين السجن بالنسبة لبعض المخالفات والاكتفاء بالغرامة بالنسبة لمخالفات أخرى فيما قد تصل إلى الجمع بين الاثنتين في بعض المخالفات الكبيرة".
وكان مشروع القانون وصل إلى مسودته الأخيرة عقب دراسته من قبل اللجنة الاقتصادية ورئاسة الوزراء إضافة إلى العديد من اللجان الوزارية المتخصصة التي أبدت ملاحظتها على الصياغة النهائية للمشروع.
وحول موعد إقرار القانون بشكله النهائي, قال أبو الذهب إن "ما تبقى الآن هي الإجراءات الإدارية", مشيراً إلى أن "مشروع القانون رفع إلى مجلس الوزراء حيث ستتم مشاورة اللجان قبل صدوره في نسخته النهائية".
وكان رئيس مجلس الوزراء محمد ناجي عطري أصدر مؤخراً بلاغاً يقضي بمنع التدخين في المؤسسات والإدارات العامة.
وتشير دراسات وإحصائيات أجريت أخيراً في سورية إلى زيادة عدد المدخنين من الذكور والإناث وإلى إنتشار تدخين النرجيلة بشكل كبير وواسع .
وأنجز المركز السوري لأبحاث التدخين التابع للجمعية السورية لمكافحة السرطان مؤخرا دراسة أشارت نتائجها إلى تفشي عادة تدخين السجائر بنسبة 60% لدى الرجال و23% لدى النساء، وازدياد تفشي تدخين النرجيلة ليبلغ معدل استعمالها 20% من الرجال و6% عند النساء بالإضافة إلى تعرض 98% من غير المدخنين لدخان السجائر.
وكانت إحصائية أخرى تحدثت عن أن المواطن السوري يدخن حوالي 700 سيجارة في السنة وأن عدد المدخنين السوريين يتجاوزون خمسة ملايين رجل وامرأة أي أنهم يحرقون يومياً حوالير 10 ملايين سيجارة.