سيكون المنتخب الالماني في حاجة لاستعادة كافة التركيز والالتزام الذي أظهره أمام البرتغال إذا كان يرغب في عدم الحصول على درس في كرة القدم من لاعبي خط الوسط الاسباني أصحاب الامكانيات المتنوعة في نهائي كأس الأمم الأوروبية 2008 يوم الأحد.
ويواكيم لوف مدرب المانيا سيكون محظوظا بأن مواجهته في النهائي تأتي أمام فريق يسيطر على الكرة مثل اسبانيا لأن ذلك سيمنح فريقه القدرة على تنفيذ أسلوبه المفضل في الاعتماد على الهجوم المرتد.
وسارت هذه الخطة بشكل رائع في المباراة التي انتهت بفوز المانيا على البرتغال 3-2 في دور الثمانية عندما تعرض الفريق للضغط واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة والركلات الثابتة في تسجيل أهدافه.
ورغم ذلك انخفض أداء الألمان كثيرا أمام الأتراك في الدور قبل النهائي. وبدت تمريرات الفريق عير متقنة وفشل لاعبو خط الوسط في الابتكار وكان الفريق محظوظا في الفوز 3-2 بهدف في الدقيقة الأخيرة.
وحتى مع اختلاف الظروف فان اسبانيا افضل من البرتغال واذا كان فريق لوف يرغب في الفوز بكأس أمم أوروبا للمرة الرابعة يوم الأحد المقبل في فيينا فانه يجب على اللاعبين التخلص من الأخطاء.
وقال لوف بموقع الاتحاد الالماني لكرة القدم على الانترنت "اسبانيا أدت بشكل رائع للغاية. لقد قدموا أداء عاليا في البطولة كما أنهم أقوياء على الجانب الخططي."
وأضاف "مقارنة بالبرتغال فانهم يلعبون بشكل أكثر حركة. الفريق بأكمله يغير مواقعه طوال الوقت والجميع يتقدم إلى الأمام. وبهذا الشكل فهم فريق متغير."
ومن المرجح أن يتمسك لوف بطريقة 4-5-1 التي أظهرت الفريق الألماني بشكل جيد أمام البرتغال وتغلبت على تركيا بصعوبة شديدة.
والتغيير الوحيد سيكون دخول تورستن فرينجز للتشكيلة الأساسية. وغاب فرينجز عن مباراة البرتغال بسبب معاناته من إصابة في احد الضلوع لكنه عاد كبديل أمام تركيا وشارك في بداية الشوط الثاني بدلا من المصاب سيمون رولفس واستعاد مستواه القديم.
وسيكون مفتاح فرص المانيا في الفوز باللقاء مرتبطا بقدرة فرينجز ولاعب الوسط المدافع الثاني توماس هيتسلشبرجر على شل تحركات لاعبي خط الوسط الاسباني.
ووجود فرينجز على وجه الخصوص ربما يكون مؤثرا للغاية في خط الوسط وعندما يكون اللاعب في مستواه المعهود يشعر قلبا الدفاع كريستوف ميتسلدر وبير ميرتساكر بثقة أكبر.
وبخلاف ذلك ستحتاج المانيا ظهور القائد مايكل بالاك بالتحرك المستمر الذي ظهر في أدائه أمام البرتغال بالإضافة إلى فتح مساحات في الدفاع الاسباني عن طريق الثنائي السريع المتفاهم باستيان شفاينشتايجر ولوكاس بودولسكي.
وسيأمل الألمان أيضا أن يتواصل التطور في مستوى ميروسلاف كلوسه الذي أحرز هدفا في كل مباراة من المباراتين الأخيرتين وهو يلعب في مركز المهاجم الوحيد.
وبالاك بالطبع هو لاعب صاحب تأثير كبير للغاية في المباريات الكبيرة.
وحتى الآن قدم بالاك مستواه المعهود الرائع في مباراة واحدة كانت أمام البرتغال رغم أنه سجل هدف المباراة الوحيد لمنتخب بلاده أمام النمسا من ركلة حرة مباشرة في المباراة الأخيرة بدور المجموعات التي ضمنت التأهل للدور التالي.
وستكون مباراة الأحد هي الظهور الأول لالمانيا في نهائي بطولة كبرى منذ نهائي كأس العالم 2002 الذي غاب عنه بالاك بسبب الإيقاف. وخرجت المانيا من الدور قبل النهائي لبطولة كأس العالم التي اقيمت على أرضها منذ عامين.
ودون أدنى شك سيكون فرانسيسك فابريجاس وتشابي واندريس انيستا ثلاثي خط وسط اسبانيا هم الأقوى من الناحية النظرية لكن إذا تألق بالاك في المباراة فان المستوى العام للفريق الألماني ربما يكون أكثر فعالية.
رساله
