مازلت اصحح اسلامى ادارى متميز
عدد الرسائل : 2831 العمر : 42 العمل/الترفيه : مدرسة رياضيات المزاج : فوق العاده رساله : do3a2 : عرفت المنتدى ازاى؟ : لا اله الا الله : المزاج : نقاط : 3984 السٌّمعَة : 20 تاريخ التسجيل : 02/11/2008
| موضوع: تساؤلات فتاة صغيرة على الحب الجمعة نوفمبر 06, 2009 11:37 am | |
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أما عن مشكلتي فأنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، في السنة الجامعية الأولي، وأنا أخشى الله في نفسي، والحمد لله، ولا أفكر في العلاقات غير الشرعية أثناء الجامعة، وكل تركيزي على دراستي، ولم تخطر لي هذه الأفكار نهائيا.
لدرجة أن جميع الناس يمدحون أدبي، وحتى عندما خطرت لي تلك الخواطر كنت ألهي نفسي، ولا أعطيها بالا لأني لا أستطيع الارتباط حاليا قبل أن أكمل دراستي الجامعية وأنا والحمد لله لم أخضع حتى الآن لسلطان عاطفتي. لي ابن عمة يدرس معي في الجامعة بنفس التخصص، وعلاقتي به عادية كعلاقة أي فتاة بابن عمتها، يعني إذا قابلته ألقي عليه السلام، وربما نتحدث قليلا في الدراسة ومعي رقم جواله بمعرفة والدتي لأني أحتاج منه بعض الخدمات في الجامعة خاصة أن أبي متوفى، ولا أهل لي، إلا أمي وإخوتي الصغار. ابن عمتي هذا شاب متدين، ولهذا صعقت لتصرفه، ففي يوم من الأيام طلب لقائي أمام الكلية، ليعطيني ورقة، وأنا ببراءة الأطفال أخذت منه الورقة ظنا مني بأنها ورقة متعلقة بأمور الدراسة.
وإذ بها رسالة يعبر بها عن إعجابه بي ونيته للتقدم لخطبتي بعد إكمال دراسته الجامعية، وسألني عن رأيي، طبعا هلعت هلعا شديدا وطلبت من زميلتي القدوم بسرعة وهي متدينة ذات عقل راجح، ورويت لها ما حدث فأشارت علي بعدم إخبار أمي لأنها تخاف علي كثيرا فأنا ابنتها الوحيدة وقد تنفعل كثيرا وقد يحدث خلاف كبير بين العائلتين خصوصا أنهما ليسا على وفاق كبير. وأشارت علي صديقتي بأن أرجع له رسالته، وأقول له إنه مثل أخي، وأرحل بكل بساطة، وفعلا فعلت ما أشارت علي به، ولكنه بعث لي رسالة على الجوال يتأسف لي، وقال إنه لن يتوقف عن إرسال الرسائل حتى أرد عليه بأني قبلت أسفه، وطلب مني نسيان الموضوع. أنا لا أريد أن أرد عليه ولا أريد أن أتكلم معه كلمة واحدة مرة أخرى إلا "السلام عليكم"، احتراما لعمتي. قلت ذلك لصديقتي فنصحتني بأن أقول له في الجامعة أن يدعني وشأني ويشطب رقمي من جواله، فإن أصر على التكلم معي أخبر عمي وليس أمي بما حدث. أرجوكم أفتوني في مشكلتي. هل أسمع كلامها؟ أنا لا أريد الارتباط الآن كما أني لا أحب زواج الأقارب، ولم أكن لهذا الشاب يوما أي قدر من العاطفة.
أنا غاضبة منه أشد الغضب، أليس الأولى إذا أعجبته أن يتقدم لخطبتي من أهلي عندما يصبح جاهزا؟ عندها إما أن أقبله أو أرفضه بدلا من أن يبعث لي سرا بهذه الرسالة، وبعد هذا كله يطلب مني أن أنسى الموضوع ولا أخبر أحدا، ألم يفكر بعواقب هذه الرسالة والحرج الذي قد تسببه لي ولسمعتي خاصة في هذا البلد الذي يحيى على الغيبة والطعن في الأعراض؟
ألم يفكر في موقف أخته إذا بعث لها أحدهم مثل هذه الرسالة؟ أم أن جميع شباب هذه الأيام لا يقدرون عواقب ما يفعلونه؟أرجوكم أشيروا علي ماذا أفعل؟
الاجابه سأجيبك بأن الغريب في الموقف ليس إعجاب ابن عمتك أو محاولته استكشاف طبيعة مشاعرك نحوه بشكل مبدئي، فطبيعي أن يعجب شاب في سنه بفتاة لها مثل اهتماماته، ولكن الغريب هو ردة فعلك القوية والعنيفة تجاه الموضوع بأكثر مما يستحق.
لماذا تستجيب فتاة لإعلان إعجاب بها بالهلع والغضب؟ هل لعدم تقبلها لنضجها وأنوثتها وإنكارها لدورها القادم في الحياة أم أن الشخص غير لائق ولا يشكل ندا اجتماعيا فتغضب لتطاوله؟ ولا بد أنك تعرفين مثلنا الشائع "ما بنجلي إلا السلاح وما بينخطبوا وينحبوا إلا الملاح". لن أقول إنه لم يحسب العواقب جيدا كما حكمت، فهو تشغله مشاعره تجاهك ولكنه يعي موقف العائلتين المتأزم، فلم يشأ أن يتخذ الطرق المعتادة فمجرد طرح الموضوع ورفضك له سيصب مزيدا من الوقود على نار الخلافات الأسرية بينكم.عزيزتي هو لم يفعل أكثر من تعبيره عن مشاعره نحوك، وبكل بساطة اقبلي أو ارفضي دون ثورة أو غضب تدفعك للحكم العام على وطن بكامله بأنه يعيش على الخوض في الأعراض، فمثل هذه العيوب الاجتماعية منتشرة في كل مكان، ولها أهلها فقط، ولن يكون بأي حال مجتمع بكامله تماما!.هل فكرت أن غضبك هذا قد يكون صورة معكوسة من اهتمامك به رغم ما ذكرته بوضوح من أنك لم يسبق أن فكرت به؟ هل فكرت أن مجرد رفضك إعطاءه كلمة نهائية منك هي شكل من أشكال التعزيز والمحافظة على اهتمامه بك؟
هل هو إعجاب منك بأن أحدا ما معجب بك وتحرصين على الاحتفاظ به؟ إن لم يكن هذا الحال حقا بينك وبين نفسك -وأنت أدرى بها مني- فلا بأس عليك إن رددت عليه بأدبك الواضح بأنه لم يغضبك فهو لم يتجاوز حدود الأدب.طمئنيه أن تعبيره لك لن يثير فتنة أسرية من جانبك، فهذا غالبا ما يقلقه، تعبيره المبكر لك بطريقة غير مباشرة هو تفكير واقعي من وجهة نظري إلى حد ما؛ كي لا يستمر بالتعلق بك سنوات ليجد أنك لا تنشدين معه نفس اللحن.فأنا أدعو دائما للوضوح في هذه المسائل، فرفقا بالقلوب الرقيقة. وأعتقد أن ردك بسرعة له بنفس الطريقة التي يحاول بها الاعتذار هو أفضل من مواجهته، واجعلي كلامك مختصرا غير جارح وتذكري قوله تعالى "ادفع بالتي هي أحسن" فهو سيبقى قريبك وزميلك لسنوات.بعض الشباب مستهتر فعلا، وبعضهم فقط يختلفون في طريقة حساباتهم ولا يستحق اختلافهم الغضب، فأنت ترين مثلي أن ارتباط الطلاب نادرا ما يكون ناضجا أو يأتي بما تشتهي السفن.
ولكن غيرنا يرى أن تعلق قلبه بحب ما يحفظه من الزلل ويدفعه للمزيد من الجدية، وهذه وجهات نظر طلابي الذين هم في مثل عمرك، ومن نعم الله علينا أن في الحياة دروبا مختلفة تناسب اختلافنا، بإمكان كل منا أن يسير حسبما يوافق قدراته ورغباته، مع دعائي لك وله ولجميع الشباب المسلم بصلاح الحال.
| |
|