الروح تسأم والجراح تنزف غيظا وحسرة،غلغلت بدموع الوجع والتوهان في دروب الحيرة والإحباطات،تبحت عن نقطة الرجوع،فهل تبوح لوحدتها القاتلة أم لصمتها المقيد؟،يخنقها الإنتحار النفسي والداتي. كل شئ كان مشرقا براقا،مغريا نحو السراب،معجلا بقدرهافي السقوط في بئر الفساد،حيث تلاشى إنسانيتها وتمزق كرامتها إربا إربا،وتدبل أوراق الربيع. كان الحب يقترب منها وهو يسخر،فآحتظنته شوقاوبدون تفكير في الأمس والغد،مسافرة في بحر لا مد له ولا جزر. إنها حكاية قلب يرجف من برد الشارع ،وحرقة الألم ،تغرب كل مساء،وهي تتطلع إلى المجهول،كل مساء،تراقب طلوعىالشمس،لم تكن غروب تحب دخول القصور ،لكن الرياح كانت تعصف وتسرق الماضي والحاضر،تترقب السفن الآتية من البحار البعيدة،تهمس للموج فتثور الرمال وترحل الطيور محلقة إلى ما وراء الشمس،خلف الأفق البعيد،بين السماء والبحار تحمل كيس أمنيات،وهي تطفو فوق المياه ،تخاف الإبحار،فينطفأ صوت الأحلام،وفساتين الليل تغازل بقايا الأجسام...وسط الأدغال تسكن وطاويط الليل،تستأصل جدور الأيام. أجساد بلا روح ممتصة دماؤها،وعيون ترثارة،متمردة،لاتعرف سوى اللغو والجلوس على الشاطئ،حيث تغرب الأضواء ولايبقى إلا السواد،فتختفي الأرواح إلى عالم مجهول،فتترك مجالا للجسدفي حديث مع الليل،ويغيب الإنسان فتموت الدمعة،ويسقط الفكر في شباك النفس منتحلا صفة الحب،فكل الغرف مظلمة،مقفلة لاتريد أصواتا ولا أضواء،فمادا تريد؟غريب أمرها،أين غروب؟ هل إصطادتها مخالب الإفتراس؟وهل ستعود يوما فتشرق؟.................تحياتي
رساله
