طارق : يا بنى مش بالجسم .... ما (كتلة ) قدامك أهه .... عمر ما واحدة عَبَّرته
كتلة : يا بنى أنا اللى مفيش واحدة تملا عينى
هيما : يعنى عشان أبقى زيك كده ... عاوز وقت قد إيه
كتلة : عشان تبقى زيي لازم تخف من السل الأول ... ها ها ها
طارق : هو عاوز يلعب حديد عشان يستحمل الضرب اللى بياكله كل يوم
هيما : ما بلاش انت ... لحقت نسيت و لا إيه ؟ ...تحب أقلعك الطاقية و افكرك؟.
ينظر إليه طارق بغل و لا يجيبه
كتلة : لا بجد العملية مش سهلة .... يعنى مش أقل من ست شهور
هيما : ياه ... كتير قوى ... بس مش مشكلة ... لجل الورد ينسقى العليق
كتلة : العملية سخنة معاك قوى يعنى
هيما : أمال إيه يا عم ؟ ده أنا اتعقدت .... كنت بعاكس واحدة امبارح راحت مهزآنى .... قالتلى يعنى مفيش غيرك يا معصعص يا مفعص... أحرجتنى بنت الذينا
يضحك طارق و كتلة و ينشغلون بمشاهدة التليفزيون
بعد قليل يتعالى صوت أذان الظهر ، فينتفض طارق
هيما : إيه ؟ ..... فيه إيه ؟
طارق : الظهر
كتلة : ماله ؟
طارق : بيأذن
هيما : طيب و إيه المشكلة ؟
طارق : مش حنروح نصلى ؟
ينظران إلى بعضهما فى ذهول ، هل قال فعلاً ما سمعاه أن أنهما يهذيان
هيما : نعمل إيه ؟ نصلى ؟
طارق : آه
كتلة : إنت إيه اللى جرالك يا طارق .... هى العَلْقَة أثرت على عقليتك و لاَّ إيه
طارق : ليه يا عم و أنت شايفنى وقفت على دماغى ؟ دا أنا بقولك نروح نصلى الظهر
هيما : يا بنى اقعد ربنا يهديك
طارق :ما هو عشان ربنا يهدينى انا أروح أصلى
كتلة : تصدق حازعل منك كده يا ( طارق )
طارق : ليه يا عم العبيط انت كمان ؟ كل ده عشان بقول لكم تعالوا نصلى ؟
كتلة : انت اتغيرت خالص يا طارق ... خالك باين لعب فى دماغك
طارق : مش عاوز رغى ... حتيجو و لاَّ أروح أنا
هيما : معلش مش حاقدر آجى
طارق : ليه يا خفيف ؟
هيما : ( متظرفاً ) أصل أنا عندى عذر ... ها ها ها ها
فينهق ( كتلة) ، أقصد يضحك بملء فمه و يضرب بكفه كف (هيما)
طارق : مش عاوزين تبطلوا تريقة ؟... طيب ماشى
و يولى طارق وجهه شطر المسجد المجاور فيجرى ورائه ( كتلة )
كتلة : استنى يا روقة ... يا عم متقفش كده ... احنا بنضحك معاك
طارق : حتيجى معايا طيب ؟
كتلة : مش حينفع
طارق : ليه ؟
كتلة : اصل انا كمان عندى عذر ... ها ها ها ها ها
و يرتفع صوت النهيق ، حتى يجلب إليهم أنظار رواد المقهى ، و يغضب طارق ثانية و يلتفت لينصرف فيمسك به كتلة
كتلة : يا عم استنى ... انت مالك قافش كده ؟...
طارق : حتيجى و لا لأ ...؟ متعطلنيش
كتلة : أصل أنا ما صليتش الصبح
طارق : معلش ... تعالى صلى الصبح و الظهر
كتلة : أصلى مش متوضى
طارق : فيه حمام هناك تعالى اتوضى
كتلة : أصل البنطلون ضيق قوى ، و بعدين أنا لابس الشراب من أسبوع ، لو قلعته فى الجامع الناس حتموت ... ها ها ها ها
طارق : طيب براحتك
يهرع إليهما (هيما ) فيتوجه إلى (كتلة) بالكلام
هيما : إيه يا عم انت كمان ... هو لعب فى دماغك إنت راخر ؟
طارق : لأ متخافش دماغه زي دماغك بالضبط .... جزمة قديمة
ثم ينصرف باتجاه المسجد ، فيناديه (هيما) و يجرى إليه
هيما : طارق ... استنى
يقف (طارق) ينتظره بفروغ صبر
طارق : عاوز إيه يا حلو ؟
يمد (هيما) يده و يمسح بها كتف (طارق) و يسمح بها وجهه و صدره
هيما : ( باستظراف ) بركاتك يا مولانا ... ها ها ها ها
طارق : (بقرف) غتت
يعود (كتلة) و (هيما) إلى المنضده الخاصة بهما ، و يذهب (طارق) إلى المسجد ، و هو يشعر بأحاسيس مختلفة
فهو مسرور لأنه لم ينصع لكلام زملائه ، و يشعر أنه رجل ، لأنه ليس لأحد سلطان عليه ، و قد كان حتى الأمس فقط عديم الشخصية منقاد لكل من يسوقه ، و كان يتمنى لو يراه خاله الآن و هو ذاهب إلى المسجد
ثم هو يشعر بالارتباك ، فجو المساجد غريب عليه ،
فهو فى الكافى شوب أو فى السينما أو فى الجامعة يتصرف بحيوية و انطلاق أما فى المسجد فهناك رهبة تسرى فى أوصاله و تشعره أن الأمر جد لا هزل .
برغم ذلك كان يشعر بارتياح شديد ، وبأنه يخطو خطوات محترمة لأول مرة فى حياته
وديه كانت نهاية اليوميات ويارب تكون عجبتكم