عندما يلمس الحب شغاف قلبك
تقف على مفترق طريق
إما أن يكون هذا الحب نور و إما أن يكون نار
نور يضيء حياتك
و ينعش روحك
و يفرح نفسك
و يقويك على تحمل شدائد الحياة
و يقيك من الانسحاق تحت ضغوطاتها
و إما أن يكون نار لا تقل عن النار المعروفة
نار تحرق الروح
و تشوي الكبد
و تكوي القلب
و تذيب النفس
و تجعل الحياة كئيبة بلا ألوان
و تافهة لا مذاق لها
و غليظة لا يمكن تحملها
فالحب امتزاج بين نفسين
و صداقة بين قلبين
و اشتياق روح لروح
هذا الحب يجعل
التراب تبرا
و الخوف أمنا
و المرارة عسلا
و العذاب عذبا
و الثرى ثريا
و الصحراء جنة و أي جنة
هذا الحب أن عشعش في القلب أنعشه
و ألحق الصعالكة بالملوك
و جعل السوقة قادة
و العبيد سادة
و الشوك بقرب الحبيب أنعم وسادة
و لكني لا أملك دمعتي
على أولئك المساكين
الذين لم يذوقوا ذوب القلب و عذب الحب
و إنما كان الحب بالنسبة لهم ألم لا يدانيه ألم
و عذاب لا يقارن به عذاب
و نبع شقاء لا يغيض
و بروق حزن وميض يتلوه وميض
و رعود شقاء تحفر في النفس أسى عريض
مسكين ذلك القلب الذي امتلئ بحب أحد ما
بستيقظ على أمل واحد
أنه سيرى اليوم الحبيب
ثم يأتي الليل
و ينام الناس
ثم يدرك أنه فاته لقاء الحبيب
فيمضي الليل بقلب شقه الحزن
و خاطر مزقه الكسر
و عين مملوءة بدمع الشوق و وجع الشوك
ثم لا يلبث أن تأتيه كل يوم رسالة
أن ذلك القلب الذي تعلق به قلبك
لا يبادلك حب بحب
و لا ود بود
و لا شعورا بشعور
و الكلام طويل
و بحر الدم الذي أغمس به القلم لأكتب بحر متلاطم لا ساحل له
و لا بداية لأوله كما لا نهاية للآخره
و لكني أذكر أن أحد أصدقائي كلما عانى من هذا الموقف عالج نفسه بقول الشاعر :
إن قلبي و هو قلبي ..... لو تأبى ما تبعته
أما أنا فلا أستطيع إلا أن أردد قول الشاعر الآخر :
فيا موت زر إن الحياة كئيبة ...... و يا نفس جدي فإن دهرك هازل