فقيد الجودو مع اسرته ..
وحزن في القلب علي الرحيل
كتب احمد الجندى
سقط ميتا يوم عيد ميلاده..
كانت أسرته تنتظره لتوقد له الشموع والفرح، وإذا بها تطفئ كل الأنوار، وتودعه إلي مثواه الأخير.
أحمد رمضان.. بطل الجودو صاحب ال23 ربيعا.. كان يتألق علي بساط جامعة القاهرة، حيث يدخل منافسات دوري الجامعة.. حيوية وشباب وتفاؤل.. فجأة تغير كل شيء.
بعد مباراة أداها أحمد.. شعر بالإجهاد وبألم في بطنه، ومع ذلك ذهب إلي الوضوء ليصلي.. ازداد عليه الألم وأصيب بضيق تنفس وإعياء، فسقط علي الأرض مغشيا عليه.
سارع زملاؤه يبحثون عن سيارة للاسعاف، ولكن للأسف لم يجدوها.. فقد كانت مشغولة بنقل لاعب كرة قدم أصيب في قدمه إصابة خفيفة، فبادر أحد زملائه بنقله في سيارته الخاصة، وتوجه به إلي مستشفي الطلبة القريبة من الجامعة.. ولكنه فارق الحياة قبل أن تمتد إليه يد ملوك الرحمة.
كان المشهد محزنا.. ومؤلما.. والمحزن أكثر أنه لم ولن يكون الأخير، فكم من بطل راح بأمر الله دون أن تلحق به يد المساعدة.قال زميل أحمد الذي كان إلي جواره لحظة وفاته: لقد أفاق البطل لحظات وهو في طريقه إلي المستشفي ونطق بعبارات قليلة قال فيها: 'كنت أنوي الانسحاب من مباراتي القادمة حتي يفوز زميلي بالميدالية البرونزية، وليحصل علي المكافأة المادية التي كان يستحقها أكثر مني'.
كان يوما حزينا بمعني الكلمة.. لأنه اليوم الذي فارق فيه أحمد رمضان الحياة.. قبل لحظات من احتفاله بعيد ميلاده، ليغير القدر مساره ومسار أسرته.. فقد ذهب هو إلي جوار ربه.. بينما ذهب أهله إلي رحلة فراق طويلة لن يكون بمقدورهم العودة منها إلي الفرح مرة أخري.
انهارت ست الحبايب 'نفيسة'.. والده البطل الراحل فور علمها بالخبر المؤلم.. غرقت في دموعها فقد فقدت أكبر أبنائها المسئول عن الأسرة وقالت: 'ابني كان من النوع الحساس.. أصيل المعدن بدليل أنه رفض ترك ناديه الزمالك رغم عدم تقاضيه أي مقابل مادي أو مكافآت.. كما رفض العروض التي انهالت عليه من بعض الأندية التي وعدته بتقاضي مرتب شهري'.ليلة مأتمه أصابت وجدان الأم بنار في أحشائها.. ووضعت أسرته في كابوس لن يفارقها.وأعرب اللواء سامح مباشر رئيس اتحاد الجودو عن حزنه العميق وأسفه الشديد لوفاة أحمد وأكد أن أسرة الجودو فقدت أحد أبطالها الشجعان، ورفض تحميل مسئولية وفاته إلي جهة معينة مشيرا إلي أنه قضاء الله الذي نفذ، وبعد علمه بالخبر سارع بجمع التبرعات من أكثر من جهة رفض ذكر أسمائها تعويضا لأسرة الفقيد.وأضاف أنه لا توجد لائحة تنص علي تعويض مالي من الاتحاد لأسرة المرحوم لأنه توفي أثناء بطولة لا تخص الاتحاد. وقال اللواء سامح مباشر أنه تقدم بمذكرة للمجلس القومي للرياضة تضمنت أهمية تعويض أسرة الفقيد بمبلغ مادي يليق بظروفهم خاصة أنهم فقدوا المسئول الأول عنهم.
وأضاف أنه حريص علي تواجد سيارات الاسعاف في البطولات التي ينظمها الاتحاد لضمان سلامة اللاعبين.
وفور انتشار الخبر انهار طارق فهمي أحد أعضاء الجهاز الفني للمنتخب ومدرب المرحوم منذ صغره ويعتبر 'الأب الروحي' للاعب.. لم يتمالك نفسه من الحزن وراح في غيبوبة وتم نقله إلي مستشفي الطيران بمصرالجديدة وتم تشخيص حالته باشتباه في جلطة.
وكانت 'أخبار الرياضة' متواجدة في قلب الحدث، وأعرب طارق فهمي بعد استفاقته عن حزنه الشديد لتلك الحادثة وطالب بمحاسبة المقصرين وزيادة عدد سيارات الاسعاف حتي لا تتكرر تلك الكوارث، كما طالب بتعويض مادي مجز لأسرة الفقيد وأيضا إقامة بطولة خاصة تحمل اسم المرحوم لتكريمه بالشكل اللائق حتي لا تنساه الرياضة بشكل عام.
