--------------------------------------------------------------------------------
دخلت الست السنيورة هيفاء داخل القاعة المخصصة للندوات في مؤسسة الأهرام بالقاهرة
و جاية متأخرة عن موعدها ساعتين و الناس قاعدين مستنيين
و الست هيفاء بتتقل و جاية متأخر آل ايه عشان تشوف اد ايه الناس بتحبها زي ما هو متهيألها في عقلها و بس الي مسيطر عليه الأوهام
المهم يا سادة
دخلت السنيورة و قعدت و التصفيق الحاد علي ودنه
و الكل يشكر فيها و في جمالها ( المزعوم)
و قام البعض بقول الشعر فيها...
و منهم من أعطاها هدية للتقرب من جلالة الملكة ( الزائفة)
و منهم
و منهم
و هكذا
كل منهم يمدح فيها و في جمالها الزائف و يتقربون منها و كأنها إلهه يقدمون لها القرابين
من بين الحاضرين كانت هناك أحد الصحفيات الصغيرات و التي تعمل طبيبة في نفس الوقت و التي اعرفها معرفة شخصية جدا لما لديها من تميز ملحوظ في كتاباتها و تعاملها مع الآخرين
أرادت أن تثبت لهيفاء وهبي أنها لا شيء و أن تعلمها بحقيقة نفسها
كانت تلك الصحفية الصغيرة تجلس علي الجانب الايسر من القاعة
أخذت المايك المتحرك و طلبت أن تسأل سؤال فسمحوا لها بذلك لكونها صحفية جريئة و معروفة بذلك مما أوجب احترام كبار الصحفيين لها
و قالت بكل جراءة لهيفاء : ( إنك تستخدمين لغة الجسد في كل أعمالك فما رأيك في هذه العبارة ؟؟ )
انقلبت القاعة رأساً علي عقب إثر هذا السؤال
و غرقت القاعة في الضوضاء و الهمس بين الجالسين الذين جمعوا بين الصحفيين و الكتاب و الشباب و الشابات من قراء مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام و التي استضافت تلك الهيفاء
(و لا أخبركم فقد كانت حالة هيفاء يرثي لها لم تكن تدري كيف تجيب هذا السؤال الذي ذكرها بحقيقتها المشينة)
أخذ وجهها يضرب ألف لون و لون
فهي لم تتوقع أن يذكرها أحد بحقيقتها المشينة في هذه المؤسسة الصحفية الكبيرة و لم تدري تلك الهيفاء أن الصحفيين هم أصحاب العقول المستنيرة التي تجعلهم يفكرون بطريقة راقية و يعرفون حقائق الأمور و يحللونها تحليلاً دقيقاُ.
ووسط كاميرات الصحفيين و الكاسيتات التي تسجل و الأقلام التي تكتب في تلك اللحظة جلست هيفاء وهبي تفكر كثيراً في الإجابة و لاحظ الجميع ذلك و قامت بتحوير السؤال و أجابت إجابة قذرة تدل علي دنوها و شأنها السافل المنحط و كادت أن تنهي الندوة و تخرج منها لولا ان أدركت أنها في جريدة محترمة فلم تتبع أساليبها الملتوية هناك.
بالفعل حققت هذه الصحفية الصغيرة غرضها في كشف الحقائق و انتصرت ، حيث أنها تبحث عن الحقائق دائماً و تحب أن تعطي كل إنسان أمامها تحاوره علي قدر عمله و ثقافته و علمت تلك الفتاة الصغيرة أن هيفاء تلك برغم كل هذه الهوجة الاعلامية حولها ما هي إلا نموذج شائن يجب ألا يفخر به المجتمع و أن يضعها في القائمة السوداء .
أحسست أنا بأن هيفاء تدمرت من هذا السؤال كما شعر الكثيرون و كادت الندوة أن تنفض لولا تماسك القائمين عليها حتي تتم علي خير و ألا تغضب الإلهه هيفاء وهبي و تصب عليهم جام غضبها و ترميهم بوابل من الخوف فهي تعتبر نفسها فينوس الشرق و الهه الجمال و يعتبرها بعض من نسميهم ( أصحاب الفكر المضمحل) يعتبرونها كذلك و هي في النهاية لا شيء و تستحق هذا السؤال الذي نشرته الأهرام و اهتمت به وسائل اعلامية كثيرة .
و مازالت تلك الفتاة الصحفية مستمرة في طريقها في ثقة تامة أن تحدي تلك الفئات الدونية من المجتمع و مواجهتهم بحقيقة أنفسهم هو سبيلها لتكون إحدي أكبر الصحفيين في مصر و ليس في مصر فقط بل في كل دول العالم و تنبأ لها كبار الصحفيين بمستقبل باهر و لها من الكتابات الجريئة ما يندي له الجبين في محاربة الظلم و تتخذها الكثير من الجرائد رمزاً لها كشابة طموحة و تحتضن كتاباتها .