قبل ألا تجد الصابونة ( صابونة لكل مواطن)

عندما
كنت فى الشارقة فى الأمارات شاهدت موقفاً عجيباً فأحد المهندسين فى إحدى
الشركات العملاقة وفى خلال فترة الراحة العصرية وجدته يخرج سندوتشات من
حقيبته ويبدأ فى أكلها ثم بعد أن إنتهي منها أخرج من درج مكتبة " صابونة"
جديدة أزال غلافها الخارجي ثم إتجه إلى دورة المياة ليغسل يده بالماء
والصابون ، تأملت هذا الموقف لو كان قد حدث عندنا فى مصر أن يصطحب موظف "
صابونة " معه إلى عمله ليغسل يده فى دورة المياة بها عند تلوثها بأى شىء
أو حتى من باب الأمان ، أعتقد أن هذا الموقف لو حدث عندنا سيكون مدعاة
للسخرية والضحك والإتهام بالهيافة ، رغم أن ديننا هو دين النظافة والطهارة
، تذكرت ذلك الموقف مع تلك الدعوة التى أطلقتها الحكومة المصرية لبدء غسل
اليدين بالماء والصابون كطريقة فعالة فى مواجهة إنفلونزا الخنازير ، ومع
بدء تلك الدعوة إكتشفنا شىء عجيب جداً إن كثيراً من المصريين لا يغسلون
أيدهم بالماء والصابون ، وربما البعض يتهكم من منطلق إن الماء يكفى
والقضية كلها أبسط من هذا بكثير ، وأقول إن الكثير من الفيروسات والجراثيم
لا تقتل بالماء ولذلك كان من اللفتات الطيبة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة
أنها حددت يوم أطلقت عليه " اليوم العالمي لغسل اليدين ، إغسل يدك تنقذ
طفلا من الموت " والأن ومع إنفلونزا الخنازير ممكن نقول " إغسل يدك تنقذ
نفسك من الموت" ولذك كانت الدعوة الحكومية بأن نغسل أيادينا كل فترة في
النهار ولا نقترب بأيدينا من أعيننا أو نلمس أنوفنا خوفاً ‬من انتقال عدوي
انفلونزا الخنازير بل تطلب ذلك التوجيه أن تدفع الحكومة وزارة الصحة
‬ملايين الجنيهات في إعلانات للشعب موضحة بأن التلامس مع الأشياء الثابتة
أو المتحركة يمكنها نقل العدوي بسهولة ويجب ‬غسل الأيدي بالصابون جيداً
‬بعد كل تلامس أو تحية باليد مع الغير!!‬
ولكن لنا أن نسأل ......
الحكومة
التى دفعت الملايين فى تلك الإعلانات هل هى عاجزة عن توفير نفقات للإهتمام
بدورات المياة فى المدارس والهيئات والمؤسسات الحكومية والجامعات ؟! ..
الغريب
أنك حتى فى دورات المياة داخل الجامعات لا تجد صابونة ..فهل المطلوب من كل
طالب وطالبة فى كل مدرسة أو جامعة مصرية أن يصطحب معه صابونة فى حقيبته
الشخصية تحسباً لأى ظروف ..!
لاشك
إن مواجهة إنفلونزا الخنازير لا تتم بالتوعية فقط على أهمية هذا الدور
ولكن يجب توافر الإمكانيات التى هى بالتأكيد ليست الصابونة ولكن مستشفيات
معدة لإستقبال المرضى وكميات كبيرة من عقار التاميفلو ، فإذا كنا لا نقدر
على توفير صابونة فهل نقدر على توفير ذلك ؟! ثم سمعنا عن المصل الذى يسبب
أثار جانبية قاتلة وكأن القتل بالمصل أسرع من القتل بالفيرس نفسه ..
ومما أحب أن أنوه عليه أن المصريين لا يتبعون أى نصائح إرشادية للحد من المرض
وكأن
لا يوجد فى العالم شىء إسمه إنفلونزا الخنازير ، فنجد العناق بين الاصدقاء
والقبلات مازالت كما هي ، وعدم الاهتمام بغسل الايدي بالصابون كما هو ..!
دعونا نقول إذن أننا كشعب لا نحب المشى على نظام معين حتى لو فيه صالحنا ..
وشىء
بديهي أن الحكومة لن توفر لك شىء عزيز المواطن من سبل الوقاية طالما
سيادتك تسير بطريقة الدماغ العالية حتى ولو كان ذلك الشىء هو صابونة .

» ازاى تحطى صورتك جوا صابونة؟؟؟
» شكوى مواطن مطحون
» مذكرات مواطن مطحون ..مهرجان كان للأختام
» حوار مع مواطن سنه 2050 (تموت من الضحك)
» بلطجية يقتحمون منزل مواطن وبلقونة من الدور السابع بجودة DVDRip بصغية RMVB على أكثر من سيرفر